نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 28
فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه ، فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه وجه فرسه في البحر ثم ضربه فدخل فيه فخاض به ضحضاح البحر حتى أفضى به إلى غمره . فأدخله فيها ، فكان آخر العهد به ، ودخل أرياط اليمن وملكها . وقد ذكر ابن إسحاق هاهنا أشعارا للعرب فيما وقع من هذه الكائنة الغريبة ، وفيها فصاحة وحلاوة وبلاغة وطلاوة ، ولكن تركنا إيرادها خشية الإطالة وخوف الملالة . والله المستعان . ذكر خروج أبرهة الأشرم على أرياط واختلافهما واقتتالهما وصيرورة ملك اليمن إلى أبرهة بعد قتله أرياط قال ابن إسحاق : فأقام أرياط بأرض اليمن سنين في سلطانه ذلك ، ثم نازعه أبرهة حتى تفرقت الحبشة عليهما ، فانحاز إلى كل منهما طائفة ، ثم سار أحدهما إلى الآخر ، فلما تقارب الناس أرسل أبرهة إلى أرياط : إنك لن تصنع بأن تلقى الحبشة بعضها ببعض حتى تفنيها شيئا ، فأبرز لي وأبرز لك ، فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده ، فأرسل إليه أرياط : أنصفت . فخرج إليه أبرهة ، وكان رجلا قصيرا لحيما ، وكان ذا دين في النصرانية ، وخرج إليه أرياط وكان رجلا جميلا عظيما طويلا ، وفى يده حربة له ، وخلف أبرهة غلام يقال له عتودة يمنع ظهره ، فرفع أرياط الحربة فضرب أبرهة يريد يافوخه ، فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وعينه وأنفه وشفته ، فبذلك سمي أبرهة الأشرم ، وحمل عتودة على أرياط من خلف أبرهة فقتله ، وانصرف جند أرياط إلى أبرهة ، فاجتمعت عليه الحبشة باليمن ، وودى أبرهة أرياط .
28
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 28