نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 274
فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب . فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بنى شيبة فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب . فرفعوه وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه . قال يعقوب بن سفيان : أخبرني أصبغ بن فرج ، أخبرني ابن وهب ، عن يونس عن ابن شهاب ، قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم جمرت امرأة الكعبة فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت ، فهدموها ، حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن : أي القبائل تلي رفعه . فقالوا : تعالوا نحكم أول من يطلع علينا ، فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة ، فحكموه فأمر بالركن فوضع في ثوب ، ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب ، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن ، فكان هو يضعه . فكان لا يزداد على السن إلا رضى حتى دعوه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي ، فطفقوا لا ينحرون جزورا إلا التمسوه فيدعو لهم فيها . وهذا سياق حسن ، وهو من سير الزهري . وفيه من الغرابة قوله : " فلما بلغ الحلم " والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمره خمس وثلاثون سنة ، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله . وقال موسى بن عقبة : كان بناء الكعبة قبل المبعث بخمس عشرة سنة . وهكذا قال مجاهد ، وعروة ، ومحمد بن جبير بن مطعم ، وغيرهم . فالله أعلم . وقال موسى بن عقبة : كان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة .
274
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 274