نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 273
ثم أورد البيهقي حديث ابن عباس المذكور في قصة إبراهيم عليه السلام بطوله وتمامه وهو في صحيح البخاري . ثم روى البيهقي من حديث سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة . قال : سأل رجل عليا عن قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) أهو أول بيت بنى في الأرض ؟ قال : لا ، ولكنه أول بيت وضع فيه البركة للناس والهدى ، ومقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا . وإن شئت نبأتك كيف بناؤه ! إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا في الأرض . فضاق به ذرعا فأرسل إليه السكينة وهي ريح خجوج [1] لها رأس ، فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت ثم تطوقت في موضع البيت تطوق الحية ، فبنى إبراهيم حتى بلغ مكان الحجر ، قال لابنه : ابغني حجرا . فالتمس حجرا حتى أتاه به ، فوجد الحجر الأسود قد ركب . فقال لأبيه : من أين لك هذا ؟ قال : جاء به من لا يتكل على بنائك ، جاء به جبريل من السماء . فأنمه . قال : فمر عليه الدهر فانهدم ، فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم . ثم انهدم فبنته قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب . فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه فقالوا : نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم ، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط [2] ثم ترفعه جميع القبائل كلهم . وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا حماد بن سلمة وقيس وسلام كلهم عن سماك ابن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي بن أبي طالب قال : لما انهدم البيت بعد جرهم بنته قريش ، فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه .
[1] الخجوج : الريح الشديدة المر أو الملتوية في هبوبها . [2] المرط : كساء من صوف أو خز .
273
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 273