نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 275
قلت : وكان الفجار وحلف الفضول في سنة واحدة ، إذ كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة وهذا يؤيد ما قال محمد بن إسحاق والله أعلم . قال موسى بن عقبة : وإنما حمل قريشا على بنائها أن السيول كانت تأتى من فوقها ، من فوق الردم الذي صفوه فخربه ، فخافوا أن يدخلها الماء . وكان رجل يقال له مليح سرق طيب الكعبة . فأرادوا أن يشيدوا بنيانها وأن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلا من شاءوا . فأعدوا لذلك نفقة وعمالا ، ثم غدوا إليها ليهدموها على شفق وحذر أن يمنعهم [ الله ] [1] الذي أرادوا . فكان أول رجل طلعها وهدم منها شيئا الوليد بن المغيرة ، فلما رأوا الذي فعل الوليد تتابعوا فوضعوها فأعجبهم ذلك . فلما أرادوا أن يأخذوا في بنيانها أحضروا عمالهم فلم يقدر رجل منهم أن يمضى أمامه موضع قدم . فزعموا أنهم رأوا حية قد أحاطت بالبيت ، رأسها عند ذنبها ، فأشفقوا منها شفقة شديدة ، وخشوا أن يكونوا قد وقعوا مما عملوا في هلكة . وكانت الكعبة حرزهم ومنعتهم من الناس وشرفا لهم ، فلما سقط في أيديهم والتبس عليهم أمرهم قام فيهم المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، فذكر ما كان من نصحه لهم وأمره إياهم أن لا يتشاجروا ولا يتحاسدوا في بنائها ، وأن يقتسموها أرباعا ، وأن لا يدخلوا في بنائها مالا حراما . وذكر أنهم لما عزموا على ذلك ذهبت الحية في السماء وتغيبت عنهم ورأوا أن ذلك من الله عز وجل .