نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 248
قلت : فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة ، فإن أبا موسى الأشعري إنما قدم في سنة خيبر سنة سبع من الهجرة . ولا يلتفت إلى قول ابن إسحاق في جعله له من المهاجرة إلى أرض الحبشة من مكة . وعلى كل تقدير فهو مرسل ، فإن هذه القصة كانت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر فيما ذكره بعضهم ثنتا عشرة سنة ، ولعل أبا موسى تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون أبلغ ، أو من بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم ، أو كان هذا مشهورا مذكورا أخذه من طريق الاستفاضة . الثاني : أن الغمامة لم تذكر في حديث أصح من هذا . الثالث : أن قوله : " وبعث معه أبو بكر بلالا " إن كان عمره عليه الصلاة والسلام إذ ذاك اثنتي عشرة سنة فقد كان عمر أبى بكر إذ ذاك تسع سنين أو عشرة ، وعمر بلال أقل من ذلك ، فأين كان أبو بكر إذ ذاك ؟ ثم أين كان بلال ؟ كلاهما غريب ، اللهم إلا أن يقال إن هذا كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرا ، إما بأن يكون سفره بعد هذا ، أو إن كان القول بأن عمره كان إذ ذاك اثنتي عشرة سنة غير محفوظ ، فإنه إنما ذكره مقيدا بهذا الواقدي . وحكى السهيلي عن بعضهم أنه كان عمره عليه الصلاة والسلام إذ ذاك تسع سنين والله أعلم . قال الواقدي : حدثني محمد بن صالح وعبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين . قالوا : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة خرج به عمه أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة ونزلوا بالراهب بحيرى . فقال لأبي طالب بالسر ما قال . وأمره أن يحتفظ به فرده معه أبو طالب إلى مكة .
248
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 248