نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 249
وشب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب يكلؤه الله ويحفظه ويحوط من أمور الجاهلية ومعائبها لما يريد من كرامته . حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقا ، وأكرمهم مخالطة ، وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما وأمانة ، وأصدقهم حديثا ، وأبعدهم من الفحش والأذى . ما رؤي ملاحيا ولا مماريا أحدا ، حتى سماه قومه الأمين ، لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة . فكان أبو طالب يحفظه ويحوطه وينصره ويعضده حتى مات . وقال محمد بن سعد : أخبرنا خالد بن معدان ، حدثنا معتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز أن عبد المطلب أو أبا طالب - شك خالد - قال : لما مات عبد الله عطف على محمد ، فكان لا يسافر سفرا إلا كان معه فيه . وإنه توجه نحو الشام فنزل منزلا فأتاه فيه راهب ، فقال إن فيكم رجلا صالحا . ثم قال : أين أبو هذا الغلام ؟ قال : فقال ها أنا ذا وليه - أو قيل هذا وليه - قال : احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام ، إن اليهود حسد وإني أخشاهم عليه . قال : ما أنت تقول ذلك ، ولكن الله يقوله . فرده وقال : اللهم إني أستودعك محمدا . ثم إنه مات . قصة بحيرى حكى السهيلي عن سير الزهري أن بحيرى كان حبرا من أحبار يهود . قلت : والذي يظهر من سياق القصة أنه كان راهبا نصرانيا والله أعلم .
249
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 249