نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 237
فجاء فجلس إلينا فقال : " أفزعكم بكائي " ؟ قلنا نعم ! قال : " إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب ، وإني استأذنت ربى في زيارتها فأذن لي ، واستأذنت ربى في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه ، ونزل على ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ، وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم [1] ) فأخذني ما يأخذني الولد للوالدة من الرقة ، فذلك الذي أبكاني " . غريب ولم يخرجوه . وروى مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن محمد بن عبيد ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه ، فبكى وأبكى من حوله ثم قال : " استأذنت ربى في زيارة قبر أمي فأذن لي ، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي ، فزوروا القبور تذكركم الموت " . وروى مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عفان ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، أن رجلا قال يا رسول الله أين أبى ؟ قال : " في النار " فلما قفا دعاه فقال : " إن أبى وأباك في النار " . وقد روى البيهقي من حديث أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبى كان يصل الرحم ، وكان وكان ، فأين هو ؟ قال : " في النار " . قال : فكأن الأعرابي وجد من ذلك ، فقال : يا رسول الله أين أبوك ؟ قال : " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار " .