نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 236
عليه وسلم حتى إذا كنا بودان قال " مكانكم حتى آتيكم " فانطلق ثم جاءنا وهو ثقيل ، فقال : " إني أتيت قبر أم محمد فسألت ربى الشفاعة - يعنى لها - فمنعنيها ، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزورها ، وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام فكلوا وأمسكوا ما بدا لكم ، ونهيتكم عن الأشربة في هذه الأوعية فاشربوا ما بدا لكم " . وقد رواه البيهقي من طريق سفيان الثوري ، عن علقمة بن يزيد ، عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرك رأسه كالمخاطب ، ثم بكى . فاستقبله عمر فقال ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال : " هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربى في أن أزور قبرها فأذن لي ، واستأذنته في الاستغفار لها فأبى على ، وأدركتني رقتها فبكيت " . قال : فما رؤيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة . تابعه محارب بن دثار عن بريدة عن أبيه . ثم روى البيهقي عن الحاكم ، عن الأصم ، عن بحر بن نصر ، عن عبد الله بن وهب ، حدثنا ابن جريج ، عن أيوب بن هانئ ، عن مسروق بن الأجدع ، عن عبد الله بن مسعود قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في المقابر ، وخرجنا معه ، فأمرنا فجلسنا ، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها - فناجاه طويلا ثم ارتفع نحيب رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا ، فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل علينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ما الذي أبكاك ؟ لقد أبكانا وأفزعنا .
236
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 236