نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 233
والمقصود أن بركته عليه الصلاة والسلام حلت على حليمة السعدية وأهلها وهو صغير ، ؟ م عادت على هوازن بكمالهم فواضله حين أسرهم بعد وقعتهم ، وذلك بعد فتح مكة بشهر . فمتوا إليه برضاعه فأعتقهم وتحنن عليهم وأحسن إليهم ، كما سيأتي مفصلا في موضعه إن شاء الله تعالى . قال محمد بن إسحاق في وقعة هوازن : عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده . قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين ، فلما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا ، فقالوا يا رسول الله إنا أهل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك ، فامنن علينا من الله عليك . وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال : يا رسول الله إن ما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ، فلو أنا ملحنا [1] ابن أبي شمر ، أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما ، وأنت خير المكفولين . ثم أنشد : امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وندخر امنن على بيضة قد عاقها قدر * ممزق شملها في دهرها غير أبقت لنا الدهر هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركها نعماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما حين يختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك يملؤه من محضها درر امنن على نسوة قد كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتى وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر للنعمى وإن كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر وقد رويت هذه القصة من طريق عبيد الله بن رماحس الكلبي الرملي
[1] يعنى أرضعنا . وابن أبي شمر هو الحارث الغساني .
233
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 233