نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 20
عاجل [1] العقوبة . فقال لهما ولم ذلك ؟ قالا هي مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان ، تكون داره وقراره . فتناهى [ عن ذلك ] ورأى أن لهما علما وأعجبه ما سمع منهما ، فانصرف عن المدينة واتبعهما على دينهما . قال ابن إسحاق : وكان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونها ، فتوجه إلى مكة وهي طريقه إلى اليمن ، حتى إذا كان بين عسفان وأمج [2] أتاه نفر من هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، فقالوا له : أيها الملك ، ألا ندلك على بيت مال داثر أغفلته الملوك قبلك ، فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة ؟ قال : بلى . قالوا : بيت بمكة يعبده أهله ويصلون عنده . وإنما أراد الهذليون هلاكه بذلك لما عرفوا من هلاك من أراده من الملوك وبغى عنده فلما أجمع لما قالوا أرسل إلى الحبرين فسألهما عن ذلك ، فقالا له : ما أراد القوم إلا هلاكك وهلاك جندك ، ما نعلم بيتا لله عز وجل اتخذه في الأرض لنفسه غيره ، ولئن فعلت ما دعوك إليه لتهلكن وليهلكن من معك جميعا . قال : فماذا تأمرانني أن أصنع إذا أنا قدمت عليه ؟ قالا : تصنع عنده ما يصنع أهله ، تطوف به وتعظمه وتكرمه ، وتحلق رأسك عنده وتذلل له حتى تخرج من عنده . قال فما يمنعكما أنتما من ذلك ؟ قالا : أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيم عليه السلام ، وإنه لكما أخبرناك ، ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التي . نصبوها حوله وبالدماء التي يهريقون عنده ، وهم نجس أهل شرك . أو كما قالا له .
[1] المطبوعة : جل ، وهو تحريف . [2] عسفان : منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة . وأمج : بلد من أعراض المدينة .
20
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 20