نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 177
يا عبد الله ؟ قال : مع أبي . قالت : لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع على الآن . قال : أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه . فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ، وهو يومئذ سيد بنى زهرة سنا وشرفا ، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب ، وهي يومئذ سيدة نساء قومها . فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه ، فوقع عليها ، فحملت منه برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت ، فقال لها : مالك لا تعرضين على اليوم ما كنت عرضت بالأمس ؟ قالت له : فارقك النور الذي كان معك بالأمس فليس لي بك حاجة [1] وكانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل ، وكان قد تنصر واتبع الكتب ، أنه كائن في هذه الأمة نبي ، فطمعت أن يكون منها ، فجعله الله تعالى في أشرف عنصر وأكرم محتد وأطيب أصل ، كما قال تعالى " الله أعلم حيث يجعل رسالته " وسنذكر المولد مفصلا . ومما قالت أم قتال بنت نوفل من الشعر ، تتأسف على ما فاتها من الامر الذي رامته ، وذلك فيما رواه البيهقي من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق رحمه الله : عليك بآل زهرة حيث كانوا * وآمنة التي حملت غلاما ترى المهدى حين نزا عليها * ونورا قد تقدمه أماما
[1] الواضح من الرواية أنها طلبت من عبد الله الفاحشة فأبى ، وفى اليوم التالي عرض هو عليها فأبت ، وعللت إباءها بأن النور الذي كان في وجهه قد زال ، وفى هذا اتهام لعبد الله ، وفلسفة للفاحشة بأنها كانت رغبة في النور . . ! وليس نور النبوة إفراز عضو ولا إشراقة وجه ، والرواية ظاهرة الاختلاق ، وهي ذم في صورة مدح ! هذا وقد جاء بعد أنها طلبت منه الزواج .
177
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 177