نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 169
فركب عبد المطلب ومعه نفر من بنى أمية ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر . فخرجوا والأرض إذ ذاك مفاوز ، حتى إذا كانوا ببعضها نفد ماء عبد المطلب وأصحابه ، فعطشوا حتى استيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من معهم فأبوا عليهم وقالوا : إنا بمفازة وإنا نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم . فقال عبد المطلب : إني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما لكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه ، حتى يكون آخرهم رجلا واحدا فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعه . فقالوا : نعم ما أمرت به . فحفر كل رجل لنفسه حفرة ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا . ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إن إلقاءنا [1] بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا لعجز ، فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلوا . فارتحلوا ، حتى إذا بعث عبد المطلب راحلته انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب ، فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستسقوا حتى ملأوا أسقيتهم ثم دعا قبائل قريش وهم ينظرون إليهم في جميع هذه الأحوال فقال : هلموا إلى الماء فقد سقانا الله . فجاءوا فشربوا واستقوا كلهم ، ثم قالوا : قد والله قضى لك علينا ، والله ما نخاصمك في زمزم أبدا ، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك راشدا . فرجع ورجعوا معه ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلوا بينه وبين زمزم . قال ابن إسحاق : فهذا ما بلغني عن علي بن أبي طالب في زمزم . قال ابن إسحاق : وقد سمعت من يحدث عن عبد المطلب أنه قيل له حين أمر بحفر زمزم :
[1] ط خ : قال لأصحابه : ألقينا بأيدينا الخ . وهو تحريف - وما أثبته عن ابن هشام .
169
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 169