نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 168
علي بن أبي طالب رضي الله عنه يحدث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها قال : قال عبد المطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال لي : احفر طيبة . قال : قلت وما طيبة ؟ قال : ثم ذهب عنى . قال : فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر برة . قال : قلت وما برة ؟ قال : ثم ذهب عنى . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر المضنونة . قال قلت : وما المضنونة ؟ قال ثم ذهب عنى . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر زمزم . قال : قلت وما زمزم ؟ قال : لا تنزف أبدا ولا تذم [1] ، تسقى الحجيج الأعظم ، وهي بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم ، عند قرية النمل [2] . قال : فلما بين له [3] شأنها ودل على موضعها ، وعرف أنه قد صدق ، غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب ، وليس له يومئذ ولد غيره ، فحفر فيها ، فلما بدا لعبد المطلب الطي [4] كبر ، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه فقالوا : يا عبد المطلب إنها بئر أبينا إسماعيل ، وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها . قال : ما أنا بفاعل ، إن هذا الامر قد خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم . قالوا له : فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها . قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه . قالوا : كاهنة بنى سعد بن هذيم [5] قال : نعم . وكانت بأشراف الشام .
[1] بئر ذمة وذميم وذميمة : قليلة الماء . فهو من أذممت البئر ، أي وجدتها ذمة ، كما تقول : أجبنت الرجل إذا وجدته جبانا . وفى المطبوعة : تزم ، وهو تحريف . [2] ذكر السهيلي عللا لهذه العلامات من أحوال زمزم . [3] المطبوعة : لي ، وهو خطأ . [4] الطي : ما طوى به البئر من الحجارة . وفى المطبوعة : الطمي وهو تحريف . [5] الطبري : سعد هذيم . وهو الصواب .
168
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 168