نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 162
تبنى الكعبة ، قبل أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ولقد نزل به [1] وإنه ليقول أنا على دين إبراهيم . فأسلم ابنه سعيد بن زيد واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال : غفر الله له ورحمه ، فإنه مات على دين إبراهيم . قال : فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه واستغفر له ، ثم يقول سعيد بن المسيب : رحمه الله وغفر له . وقال محمد بن سعد عن الواقدي : حدثني زكريا بن يحيى السعدي ، عن أبيه قال : مات زيد بن عمرو بن نفيل بمكة ودفن بأصل حراء . وقد تقدم أنه مات بأرض البلقاء من الشام لما عدا عليه قوم من بنى لخم فقتلوه بمكان يقال له ميفعة . والله أعلم . وقال الباغندي : عن أبي سعيد الأشج ، عن أبي معاوية ، عن هشام عن أبيه ، عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين " وهذا إسناد جيد ، وليس هو في شئ من الكتب . ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله : إلى الله أهدى مدحتي وثنائيا * وقولا رضيا لا يني الدهر باقيا إلى الملك الاعلى الذي ليس فوقه * إله ولا رب يكون مدانيا وقد قيل إنها لأمية بن أبي الصلت . والله أعلم . ومن شعره في التوحيد ما حكاه محمد بن إسحاق والزبير بن بكار وغيرهما : وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له الأرض تحمل صخرا ثقالا