نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 158
قال : فأما ورقة فتنصر ، وأما أنا فعزمت على النصرانية فلم يوافقني فرجع وهو يقول : لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا ، البر أبغي لا الخال ، فهل مهجر كمن قال ؟ ! آمنت بما آمن به إبراهيم وهو يقول : أنفى لك عان راغم ، مهما تجشمني فإني جاشم ، ثم يخر فيسجد . قال وجاء ابنه يعنى سعيد بن زيد أحد العشرة رضي الله عنه فقال : يا رسول الله إن أبى كما رأيت وكما بلغك ، فاستغفر له ، قال : " نعم فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده [1] " . قال : وأتى زيد بن عمرو بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة ، وهما يأكلان من سفرة لهما ، فدعواه لطعامهما فقال زيد بن عمرو : يا ابن أخي أنا لا آكل مما ذبح على النصب [2] . وقال محمد بن سعد : حدثنا محمد بن عمرو ، حدثني أبو بكر بن أبي سبرة ، عن موسى ابن ميسرة ، عن ابن أبي مليكة ، عن حجر بن أبي إهاب . قال : رأيت زيد بن عمرو وأنا عند صنم بوانة بعدما رجع من الشام ، وهو يراقب الشمس فإذا زالت استقبل الكعبة فصلى ركعة سجدتين ثم يقول : هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل ، لا أعبد حجرا ولا أصلى له ولا آكل ما ذبح له ولا أستقسم الأزلام ، وإنما أصلى لهذا البيت حتى أموت . وكان يحج
[1] خ ط : واحدة [2] هنا يأتي اعتراض : كيف وفق الله زيدا إلى ترك أكل ما ذبح على النصب وما لم يذكر اسم الله عليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أولى بهذه الفضيلة في الجاهلية ؟ وقد أجاب السهيلي بوجهين : الأول أنه ليس في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل منها وإنما في الحديث أن زيدا قال حين قدمت السفرة : لا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه . والثاني : أن زيدا إنما فعل ذلك برأي رآه لا بشرع متقدم ، وإنما تقدم شرع إبراهيم بتحريم الميتة لا بتحريم ما ذبح لغير الله ، وإنما نزل تحريم ذلك في الاسلام ، وبعض الأصوليين يقولون الأشياء قبل ورود الشرع على الإباحة . انظر الروض الأنف 1 / 147
158
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 158