نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي جلد : 1 صفحه : 73
الزهراء انما هم بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء الذي اصطفاه من أطهر المناقب وأعرق الأصول ، وتعهد نوره في الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة ، من لدن آدم حتى حملته أمه ، ما تشعبت شعبتان الا وكان صلى الله عليه وسلم في خيرهما شعبة ، ولا افتر قت فرقتان الا وكان صلى الله عليه وسلم في أكرمهما فرقة ، ومن ثم كان أهل البيت ، سلالة النبي صلى الله عليه وسلم ، أهل الحسب والنسب ، والطهر والشرف ، لا يلوثهم رجس ولا ينالهم دنس ، فلقد طهر هم الله فضلا منه وكرما ثم دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى ، ان هو الا وحي يوحي ، فقال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) . ويقول العارف بالله محي الدين أبو عبد الله محمد بن عربي في الفتوحات الملكية : ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا محضا قد طهره الله تعالى وأهل بيته تطهيرا ، وأذهب عنهم الرجس ، يقول تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ، أهل البيت يطهركم تطهيرا ) ، فلا يضاف إليهم الا مطهر ، ولا بد فان المضاف إليهم هو الذي يشبههم ، فما يضيفون لا نفسهم الامن له حكم الطهار ة والتقديس ، وأهل البيت هم المطهرون ، بل هم عين الطهار ة ، فهذه الآية ( الأحزاب 33 ) تدل على أن الله تعالى قد شرك أهل البيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى في سورة الفتح ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) ، فطهر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالمغفرة مما هو ذنب بالنسبة إلينا ، لو وقع منه صلى الله عليه وسلم لكان ذنبا في الصورة ، لا في المعنى ، لان الذم لا يلحق به على ذلك من الله تعالى ، ولا منا شرعا ، فلو كان حكمه حكم الذنب من المذمة ، ولم يكن يصدق قوله تعالى : ( ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهر كم تطهيرا ) ، ومن ثم فقد دخل الشرفاء أولاد فاطمة عليهم السلام كلهم إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران ، فهم المطهرون باختصاص من الله تعالى ، وعناية بهم لشرف محمد صلى الله عليه وسلم وعناية الله سبحانه به ، وبالتالي فينبغي لكل مسلم مؤمن بالله وبما أنزله ان يصدق الله تعالى في قوله ( ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهر كم تطهيرا ) فيعتقد في جميع ما يصدر من أهل البيت ، رضي الله عنهم ، ان الله تعالى
73
نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي جلد : 1 صفحه : 73