نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي جلد : 1 صفحه : 12
بغضهم وكراهتهم ، بل وتعلن بوضوح وجلاء أن حب آل النبي صلى الله عليه وسلم من حبه ، وأن بغضهم من بغضه ، وأنه لا أمل لمن يكره آل النبي صلى الله عليه وسلم من رضاه صلى الله عليه وسلم في الدنيا وشفاعته في الآخرة وقد روي الإمام مسلم في صحيحه - عن زيد بن أرقم - قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وانا تارك فيكم ثقلين ، أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكر كم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) . ورواه الإمام أحمد والنسائي ، وفي رواية للترمذي انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الاخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفون فيهما ، وروى ذلك أيضا أبو ذر وأبو سعيد وجابر وحذيفة بن أسيد ، وأورده ابن تيمية في الفرقان . وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن أهل بيته ثقلين ، والثقل كل نفيس خطير مصون ، وهما كذلك ، إذ كلا منهما معدن العلوم اللدنية ، والحكم العلمية ، والأحكام الشرعية ، وقال الطيبي - كما في تحفة الأحوذي - لعل السر في هذه التوصية ، واقتران العترة بالقرآن ، أن إيجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) فإن الله تعالى انما جعل شكر انعامه واحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم على سبيل الحصر ، فكأنه صلى الله عليه وسلم يوصي الأمة بقيام الشكر ، وقيد تلك النعمة به ، ويحذرهم عن الكفران ، فمن أقام بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلاقة فيهما لن يفترقا ، فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا على الحوض ، فشكر صنيعه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ هو
12
نام کتاب : السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) نویسنده : محمد بيومي جلد : 1 صفحه : 12