الناس صوتاً ، فكان يمشي خلف الإبل ، ويقول : وا يدياه وا يدياه ، يترنم بذلك فأعنقت الإبل ، وذهب كلالها ؛ فكان ذلك أصل الحداء عند العرب ، وذلك أنها تنشط بحدائها الإبل ، فتسرع . وأما أنمار بن نزار ، وهو أبو بجيلة ، وخثعم فسمي : بالأنمار جمع نمر ، كما سموا بسباع وكلاب ، وأم بنيه : بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة ولد له من غيرها أفتل وهو : خثعم ، وولدت له عبقر في خمسة عشر ، سماهم أبو الفرج ، عنهم تناسلت قبائل بجيلة وهم : وداعة وخزيمة وصهيبة في الأصل : صحيم والحارث ومالك وشيبة وطريفة وفهم والغوث وسهل وعبقر وأشهل كلهم بنو أنمار ، ويقال : إن بجيلة حبشية حضنت أولاد أنمار الذين سمينا ، ولم تحضن أفتل ، وهو : خثعم ، فلم ينسب إليها . روى الترمذي من طريق فروة بن مسيك أنه لما أنزل الله في سبأ ما أنزل ، قال رجل : يا رسول الله ما سبأ : امرأة أم أرض ؟ قال : ليس بامرأة ولا أرض ، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب ، فتيا من منهم ستة ، وتشاءم أربعة ، فأما الذين تشاءموا : فلخم وجذام وعاملة وغسان ، وأما الذين تيامنوا : فالأزد والأشعرون وحمير ومذحج وكندة وأنمار ، قال الرجل : ومن أنمار ؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة . وقوله : لولا جريرٌ هلكت بجيلة * نعم الفتى ، وبئست القبيلة قال لما سمع هذا : ما مدح رجل هجي قومه ، وجرير هذا هو : ابن عبد الله بن جابر ، وهو : الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن جذيمة بن عدي بن مالك بن سعد بن يزيد بن قسر ، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث ، يكنى : أبا عمرو ، وقيل : أنا عبد الله ، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم خير ذي يمن ، عليه مسحة ملك وكان عمر يسميه : يوسف هذه الأمة ، وكان من مقبلي الظعن ، وكانت نعله : طولها : ذراع فيما ذكروا .