وفي الشعر : وهل خالد من نعم . يقال : نعم ينعم وينعم مثل حسب يحسب ويحسب . وفي أدب الكاتب أنه يقال : نعم ينعم مثل فضل يفضل . حكي ذلك عن سيبويه ، وهو غلط من القتبي ، ومن تأمله في كتاب سيبويه تبين له غلط القتبي ، وأن سيبويه لم يذكر الضم إلا في فضل يفضل . وقول عدي بن زيد : ربية لم توق والدها . يحتمل أن تكون فعيلة من ربيت إلا أن القياس في فعيلة بمعنى : مفعولة أن تكون بغير هاء ، ويحتمل أنه أراد معنى الربو والنماء ، لأنها ربت في نعمة فتكون بمعنى فاعلة ، ويكون البناء موافقاً للقياس ، وأصح من هذين الوجهين أن يكون أراد : ربيئة بالهمز ، وسهل الهمزة فصارت ياء ، وجعلها ربيئة ؛ لأنها كانت طليعة حيث اطلعت ، حتى رأت سابور وجنوده ، ويقال للطليعة ذكراً كان أو أنثى : ربيئة ، ويقال له : رباء على وزن فعال وأنشدوا : رباء شماء لا يأوي نقلتها ، البيت . وقوله أضاع راقبها ، أي أضاع المربأة الذي يرقبها ويحرسها ، ويحتمل أن تكون الهاء عائدة على الجارية أي : أضاعها حافظها . وقوله : والخمر وهل . يقال : وهو الرجل وهلاً ووهلاً إذا أراد شيئاً ، فذهب وهمه إلى غيره . ويقال فيه : وهم أيضاً بفتح الهاء ، وأما وهم بالكسر ، فمعناه : غلط ، وأوهم بالألف معناه : أسقط . وقوله : سبائبها . السبائب جمع : سبيبة ، وهي كالعمامة أو نحوها ، ومنه السب وهو : الخمار . وقوله : في خدرها مشاجبها . المشاجب : جمع مشجب ، وهو ما تعلق منه الثياب ، ومنه قول جابر : وإن ثيابي لعلى المشجب وكانوا يسمون القربة : شجباً ؛ لأنها جلد ماء قد شجب أي : عطب ، وكانوا لا يمسكون القربة وهي الشجب إلا معلقة ، فالعود الذي تعلق به هو المشجب حقيقة ، ثم اتسعوا ، فسموا ما تعلق به الثياب مشجباً تشبيهاً به . وفي شعر عدي المتقدم ذكر الخابور ، وهو واد معروف ، وهو فاعول من خبرت الأرض إذا حرثتها ، وهو واد عظيم عليه مزارع . قالت ليلى أخت الوليد بن طريف الخارجي الشيباني ، حين قتل أخوها الوليد : قتله يزيد بن مزيد الشيباني أيام الرشيد ، فلما قتل قالت أخته : أيا شجر الخابور مالك مورقاً * كأنك لم تحزن على ابن طريف فقدناه فقدان الربيع وليتنا * فديناه من ساداتنا بأُلوف وأما الخافور بالفاء فنبات تخفر ريحه أي : تقطع شهوة النساء ، كما يفعل الحبق ، ويقال له المرو ، وبهذا الاسم يعرفه الناس وهو الزغبر أيضاً . ذكر نزار بن معد ومن تناسل منهم قد ذكرنا أولاد معد العشرة فيما تقدم ، فأما مضر فقد تقدم ذكر في عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا أنه أول من سن حداء الإبل ، وسببه فيما ذكروا أنه سقط عن بعير ، فوثبت يده ، وكان أحسن