قالت : أرى رجلاً في كفّه كتفٌ * أو يخصف النّعل لهفي أيّةً صنعا فكذّبوها بما قالت : فصبّحهم * ذو آل حسّان يزجى الموت والسّلعا وكان جيش حسان هذا قد أمروا أن يخيلوا عليها بأن يمسك كل واحد منهم نعلاً كأنه يخصفها ، وكتفاً كأنه يأكلها ، وأن يجعلوا على أكتافهم أغصان الشجر ، فلما أبصرتهم ، قالت لقومها : قد جاءتكم الشجر ، أو قد غزتكم حمير ، فقالوا : قد كبرت وخرفت ، فكذبوها ، فاستبيحت بيضتهم ، وهو الذي ذكر الأعشى . خبر الحضر والساطرون ذكر فيه قول من قال : إن النعمان من ولد الساطرون ، وهو صاحب الحضر . قال المؤلف : فنذكر شرح قصة الحضر وصاحبه ، وما قيل في ذلك ملخصاً بعون الله . الساطرون بالسريانية : هو الملك ، واسم الساطرون : الضيزن بن معاوية . قال الطبري : هو جرمقاني ، وقال ابن الكلبي : هو قضاعي من العرب الذين تنخوا بالسواد ، فسموا : تنوخ ، أي : أقاموا بها ، وهم قبائل شتى ، ونسبه ابن الكلبي ، فقال : هو ابن معاوية بن عبيد ، ووجدته بخط أبي بحر : عبيد بضم العين بن أجرم من بني سليح بن حلوان بن الحاف بن قضاعة ، وأمه : جيهلة ، وبها كان يعرف ، وهي أيضاً قضاعية من بني تزيد الذين تنسب إليهم الثياب التزيدية . وذكر قول أبي دواد : وأرى الموت قد تدلّى من الحض * - ر على ربّ أهله السّاطرون