باذان وكسرى : وذكر قصة باذان ، وما كتب به إلى كسرى ، وكسرى هذا هو أبرويز بن هرمز بن أنو شروان ، ومعنى أبرويز بالعربية : المظفر ، وهو الذي غلب الروم حين أنزل الله « ألم غُلِبت الرُّومُ في أدنى الأرض » أول الروم وهو الذي عرض على الله في المنام ، فقال له : سلم ما في يديك إلى صاحب الهراوة ، فلم يزل مذعوراً من ذلك ، حتى كتب إليه النعمان بن المنذر بظهور النبي صلى الله عليه وسلم بتهامة ؛ فعلم أن الأمر سيصير إليه ، حتى كان من أمره ما كان ، وهو الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وحفيده : يزدجرد بن شهريار بن أبرويز ، وهو آخر ملوك الفرس ، وكان سلب ملكه ، وهدم سلطانه على يدي عمر بن الخطاب ، ثم قتل هو في أول خلافة عثمان ، وجد مستخفياً في رحى فقتل وطرح في قناة الرحى ، وذلك بمرو من أرض فارس . وذكر حديث باذان ومقتل كسرى ، وكان مقتل كسرى حين قتله بنوه ليلة الثلاثاء لعشر من جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة ، وأسلم باذان باليمن في سنة عشر ، وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأبناء يدعوهم إلى الإسلام ، فمن الأبناء : وهب بن منبه بن سيج بن ذكبار ، وطاووس وذادويه وفيروز اللذان قتلا الأسود العنسي الكذاب ، وقد قيل في طاووس : إنه ليس من الأبناء ، وإنه من حمير ، وقد قيل : من فارس ، واسمه : ذكوان بن كيسان وهو مولى بجير بن ريسان ؛ وقد قيل : مولى الجعد ، وكان يقال له طاووس القراء لجماله . وقول خالد بن حق : تمخّضت المنون له بيومٍ * أنى ؛ ولكل حاملةٍ تمام المنون : المنية ، وهو أيضاً من أسماء الدهر ، وهو من مننت الحبل إذا قطعته ، وفعول إذا كان بمعنى فاعل ، لم تدخل التاء في مؤنثه لسر بديع ذكرناه في غير هذا الكتاب ، فيقال : امرأة صبور وشكور ، فمعنى المنون : المقطوع ، وتمخضت أي : حملت : والمخاض : الحمل ، ووزنه : فعال ، ومخاضة الماء ، ومخاضة النهر وزنه : مفعل من الخوض .