وقوله : من طرف المنقل أي : من أعالي حصونها ، والمنقال : الخرج ينقل إلى الملوك من قرية إلى قرية ، فكأن المنقل من هذا ، والله أعلم . وقوله : مخضرة كتائبها . يعني من الحديد ، ومنه الكتيبة الخضراء . وقوله : ينادون آل بربر ؛ لأن البربر والحبشة من ولد حام . وقد قيل إنهم من ولد جالوت من العماليق . وقد قيل في جالوت إنه من الخزر ، وإن أفريقس لما خرج من أرض كنعان سمع لهم بربرة ، وهي اختلاط الأصوات ، فقال : ما أكثر بربرتهم ! . فسموا بذلك ، وقيل غير هذا . وقوله : والغرب أراد : الغرب بضم الراء جمع : غراب ، وإن كان المعروف : أغربة وغربان ، ولكن القياس لا يدفعه ، وعنى بهم السودان . وقوله : وبلد الفيج بالزرافة ، وهو المنفرد في مشيته ، والزرافة : الجماعة وقيل في الزرافة التي هي حيوان طويل العنق : إنه اختلط فيها النسل بين الإبل الوحشية ، والبقرة الوحشية والنعام ، وإنها متولدة من هذه الأجناس الثلاثة . وكذلك ذكر الزبيدي وغيره ، وأنكر الجاحظ هذا في كتاب الحيوان له ، وقال : إنما دخل هذا الغلط عليهم من تسمية الفرس لها اشتر كاو ماه . والفرس إنما سمته بذلك ، لأن في خلقتها شبهاً من جمل ونعامة وبقرة ، فاشتر هو : الجمل ، وكاو : النعامة ، وماه : البقرة ، والفرس تركب الأسماء وتمزج الألفاظ إذا كان في المسمى شبه من شيئين ، أو أشياء ، ويقال : زرافة بتشديد الفاء حكاه أبو عبيد عن القناني . وقوله : بعد بني تبع بجاورة . هكذا في نسخة سفيان بن أبي العاص الأسدي مصححاً عليه ، وقد كتب في الحاشية : نخاورة في الأمين ، وفي الحاشية النخاورة : الكرام ، وكذلك في المسموعة على ابن هشام يعني نسختي أبي الوليد الوقشي اللتين قابل بهما مرتين ، ويعني بالحاشية حاشية تينك الأمين ! وأن فيهما : نخاورة بالنون والخاء المنقوطة ، وهم الكرام كما ذكر .