وقوله : عمري . أراد : لعمري وقد قال الطائي : عمري لقد نصح الزمان ، وإنه * لمن العجائب ناصحٌ لا يشفق وقوله : أسرعت قلقالاً بفتح القاف وكسرها ، وكقول الآخر : وقلقل يبغي العز كل مقلقل وهي شدة الحركة . وقوله : يرمون عن شدف كأنها غبط الشدف : الشخص ، ويجمع على شدف ، ولم يرد ههنا إلا القسي ، وليس شدف جمعاً لشدف ، وإنما هو جمع شدوف ، وهو النشيط المرح يقال : شدف ، فهو شدف ، ثم تقول : شدوف ، كما تقول مروح ، وقد يستعار المرح والنشاط للقسي لحسن تأتيها وجودة رميها وإصابتها ، وإنما احتجنا إلى هذا التأويل ، لأن فعلاً لا يجمع على فعل إلا وثن ووثن ، فإن قلت : فيجمع على فعول مثل : أسود ، فتقول : شدوف ، ثم تجمع الجمع ، فتقول : شدف ، قلنا : الجمع الكثير لا يجمع ، وإنما يجمع منه أبنية القليل . نحو : أفعال وأفعل وأفعلة ، وأشبه ما يقال في هذا البيت : إنه جمع على غير قياس ، هذا إن كان الشدف : القسي ، ويجوز أن يكون جمع شدفاً على شدف مثل : أسد وأسد ، ثم حرك الدال ، وجائز أن يكون أراد : المرح من الخيل كما تقدم . وجعلها كالغبط لإشراف ظهورها وعلوها . وقوله : يرمون عن شدف أي : يدفعون عنها بالرمي ، ويكون الزمخر : القسي ، أو النبل . والغبط : الهوادج ، والزمخر : القصب الفارسي . وقول : في رأس غمدان . ذكر ابن هشام أن غمدان أسسه يعرب بن قحطان وأكمله بعده ، واحتله وائل بن حمير بن سبأ ، وكان ملكاً متوجاً كأبيه وجده . وقوله : شالت نعامتهم ، أي : هلكوا ، والنعامة : باطن القدم ، وشالت ارتفعت ، ومن هلك ارتفعت رجلاه ، وانتكس رأسه ، فظهرت نعامة قدمه ، تقول العرب : تنعمت إذا مشيت حافياً ، قال الشاعر : تنعّمت لما جاءني سوء فعلهم * ألا إنما البأساء للمتنعّم