شبه القطن ويجنى من العشر : المغافير ، واحدها : مغفور ، ومغافر ، وواحدها : مغفر ، ويقال لها : سكر العشر ، ولا تكون المغافير إلا فيه ، وفي الرمث ، وفي الثمام ، والثمام : أكثرها لثى ، وفي المثل : هذا الجنى لا أن يكد المغفر من كتاب أبي حنيفة . وذكر ابن هشام : الأبابيل ، وقال : لم يسمع لها بواحد ، وقال غيره : واحدها : إباله ، وإبول ، وزاد ابن عزيز : وإبيل ، وأنشد ابن هشام لرؤبة : وصيّروا مثل كعصفٍ مأكول وقال : ولهذا البيت تفسير في النحو ، وتفسيره : أن الكاف تكون حرف جر ، وتكون اسماً بمعنى : مثل ، ويدلك أنها حرف : وقوعها صلة للذي ؛ لأنك تقول ؛ رأيت الذي كزيد ، ولو قلت : الذي مثل زيد لم يحسن ، ويدلك أنها تكون اسماً دخول حرف الجر عليها ، كقوله : ورحنا بكابن الماء ينفض رأسه . ودخول الكاف عليها ، وأنشدوا : وصاليات ككما يؤثفين أو يؤثفين . وإذا دخلت على مثل ، كقوله تعالى : « لَيْس كمثلِه شَيْءٌ » الشورى فهي إذاً حرف ؛ إذ لا يستقيم أن يقال : مثل مثله ، وكذلك هي حرف في بيت رؤبة : مثل كعصف لكنها مقحمة لتأكيد التشبيه ، كما أقحموا اللام من قوله : يا بؤس للحرب ، ولا يجوز أن يقحم حرف من حروف الجر سوى اللام ، والكاف ، أما اللام ؛ فلأنها تعطي بنفسها معنى الإضافة ، فلم تغير معناها ، وكذلك الكاف تعطي معنى التشبيه ، فأقحمت لتأكيد معنى المماثلة ، غير أن دخول مثل عليها كما في بيت رؤبة قبيح ، ودخولها على مثل كما في القرآن أحسن شيء ؛ لأنها حرف جر تعمل في الاسم ، والاسم لا يعمل فيها ، فلا يتقدم عليها إلا أن يقحمها كما أقحمت اللام . وأنشد شاهداً على العصيفة قول علقمة ، وآخره : جدورها من أبي الماء مطموم . وهذا البيت أنشده أبو حنيفة في النبات جدورها : هو جمع جدر بالجيم ، وهي الحواجز التي تحبس الماء ، ويقال للجدر حباس أيضاً : وفي الحديث : أمسك الماء حتى يبلغ الجدر ، ثم أرسله . وقد ذكر غيره رواية الجيم ، وقال : إنما قال : جدورها من أتي الماء مطموم . وأفرد الخبر ، لأنه رده على كل واحد من الجدر كما قال الآخر : ترى جوانبها بالشّحم مفتوقا أي : ترى كل جانب فيها .