ويقال للعصيفة أيضاً : أذنة ، ولما تحيط به الجدور التي تمسك الماء دبرة وحبس ومشارة ، ولمفتح الماء منها : آغية بالتخفيف والتثقيل أو أتي . وذكر إيلاف قريش للرحلتين ، وقال : هو مصدر ألف الشيء وألفته فجعله من الإلف للشيء ، وفيه تفسير آخر أليق ، لأن السفر قطعة من العذاب ، ولا تألفه النفس ، وإنما تألف الدعة والكينونة مع الأهل . قال الهروي : هي حبال ، أي : عهود كانت بينهم وبين ملوك العجم ، فكان هاشم يؤالف إلى ملك الشام ، وكان المطلب يؤالف إلى كسرى ، والآخران يؤالفان أحدهما إلى ملك مصر ، والآخر إلى ملك الحبشة ، وهما : عبد شمس ونوفل . قال : ومعنى يؤالف : يعاهد ويصالح ، ونحو هذا ، فيكون الفعل منه أيضاً آلف على وزن فاعل ، والمصدر إلافاً بغير ياء مثل : قتالاً ، ويكون الفعل منه أيضاً ألف على وزن أفعل مثل : آمن ، ويكون المصدر : إيلافاً بالياء مثل : إيماناً ، وقد قرئ لإلاف قريش بغير ياء ، ولو كان من ألفت الشيء على وزن أفعلت إذا ألفته لم تكن هذه القراءة صحيحة ، وقد قرأها ابن عامر ، فدل هذا على صحو ما قاله الهروي : وقد حكاه عمن تقدمه . وظاهر كلام ابن إسحاق أن اللام من قوله تعالى : « لإيلافِ قُرَيْش » متعلقة بقوله سبحانه : « فجعلهم كَعَصْفِ مَأْكُول » وقد قاله غيره ، ومذهب الخليل وسيبويه . أنها متعلقة بقوله : « فَلْيَعُبُدُوا رَبَّ هذا البيت » أي : فليعبدوه من أجل ما فعل بهم . وقال قوم : هي لام التعجب ، وهي متعلقة بمضمر ، كأنه قال : أعجب لإيلاف قريش ، كما قال صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ رضي الله عنه ! ! حين دفن : سبحان الله لهذا العبد الصالح ضم في قبره ، حتى فرج الله عنه ! ! . وقال في عبد حبشي مات بالمدينة : لهذا العبد الحبشي جاء من أرضه وسمائه إلى الأرض التي خلق منها . أي : اعجبوا لهذا العبد الصالح . وأنشد للكميت : بعام يقول له المؤلفو * ن : أهذا المعيم لنا المرجل المؤلف : صاحب الألف من الإبل ، كما ذكر ، والمعيم بالميم : من العيمة أي : تجعل تلك السنة صاحب الألف من الإبل يعام إلى اللبن ، وترجله ، فيمشي راجلاً ، لعجف الدواب وهزالها .