وقوله : أمثال الحمص والعدس يقال : حمص ، وحمص ، كما يقال : جلق وجلق قاله الزبيدي ، ولم يذكر أبو حنيفة في الحمص إلا الفتح وليس لهما نظير في الأبنية إلا الحلزة وهو القصير ، وقال ابن الأنباري : الحلز : البخيل بتشديد الزاي ، وصوب القالي هذه الرواية في الغريب المصنف ، لأن فعلا بالتشديد ليس من الصفات عند سيبويه . ويعني بمماثلة الحجارة للحمص أنها على شكلها والله أعلم لأنه قد روي أنها كانت ضخاماً تكسر الرؤوس ، وروي أن مخالب الطير كانت كأكف الكلاب والله أعلم وفي رواية يونس عن ابن إسحاق قال : جاءتهم طير من البحر كرجال الهند ، وفي رواية أخرى عنه أنهم استشعروا العذاب في ليلة ذلك اليوم ؛ لأنهم نظروا إلى النجوم كالحة إليهم ، تكاد تكلمهم من اقترابها منهم ، ففزعوا لذلك . وقول نفيل : ولم تأسى على ما فات بينا نصب بينا نصب المصدر المؤكد لما قبله ، إذ كان في معناه ، ولم يكن على لفظه ، لأن فات : معنى : فارق وبان ، كأنه قال : على ما فات فوتاً ، أو بان بيناً ، ولا يصح لأن يكون مفعولاً من أجله يعمل فيه تأسى ، لأن الأسى باطن في القلب ، والبين ظاهر ، ولا يجوز أن يكون المفعول من أجله إلا بعكس هذا . تقول : بكى أسفاً ، وخرج خوفاً ، وانطلق حرصاً على كذا ، ولو عكست الكلام كان خلفاً من القول وهذا أحد شروط المفعول من أجله ، ولعل له موضعاً من الكتاب فنذكره فيه . وقوله : نعمناكم مع الإصباح عيناً : دعاء ، أي : نعمنا بكم ، فعدى الفعل لما حذف حرب الجر ، وهذا كما تقول : أنعم الله بك عيناً . وقوله في أول البيت : ألا حييت عنا يا ردينا . هو اسم امرأة ، كأنها سميت بتصغير ردنة ، وهي القطعة من الردن وهو الحرير . ويقال لمقدم الكم : ردن ، ولكنه مذكر ، وأما درينة بتقديم الدال على الراء ، فهو اسم للأحمق قاله الخليل . وقوله : في خبر أبرهة : تبعتها مدة تمث قيحاً ودماً . ألفيته في نسخة الشيخ : تمث ، وتمث بالضم والكسر .