والجدر أيضاً بفتح الجيم : الحائط ، ولكن الرواية في الكتاب هكذا كما ذكرنا . والأنوق : الأنثى من الرخم ! يقال في المثل : أعز من بيض الأنوق ، إذا أراد ما لا يوجد ؛ لأنها تبيض حتى لا يدرك بيضها من شواهق الجبال . هذا قول المبرد في الكامل ، ولا يوافق عليه ؛ فقد قال الخليل : الأنوق : الذكر من الرخم ، وهذا أشبه بالمعنى ؛ لأن الذكر لا يبيض ، فمن أراد بيض الأنوق ، فقد أراد المحال ، كمن أراد : الأبلق العقوق وقد قال القالي في الأمالي : الأنوق يقع على الذكر والأنثى من الرخم . وقوله : وغمدان الذي حدثت عنه هو الحصن الذي كان لهوذة بن علي ملك اليمامة ، وسيأتي طرف من ذكره . ومسمكاً : مرفعاً من قوله : سمك السماء ، والنيق : أعلى الجبل . وقوله : بمنهمة هو موضع الرهبان . والراهب يقال له : النهامي ويقال للنجار أيضاً : نهام ، فتكون المنهمة أيضاً على هذا موضع نجر . وقوله : وأسفله جرون . جمع جرن ، وهو النقير من جرن الثوب : إذا لان وانسحق . ورواية أبي الوليد الوقشي : جروب بالباء ، وكذلك ذكره الطبري بالباء أيضاً . وفي حاشية كتاب الوقشي : الجروب : حجارة سود . كذا نقل أبو بحر عنه في نسخة كتابه فإن صح هذا في اللغة وإلا فالجروب : جمع جريب على حذف الياء من جريب ، فقد يجمع الاسم على حذف الزوائد ، كما جمعوا صاحبا على أصحاب . وقالوا : طوي وأطواء وغير ذلك . والجريب والجربة : المزرعة . وقوله : وحر الموحل بفتح الحاء ، وهو القياس لأنه من وحل يوحل . ولو كان الفعل منه وحل على مثل وعد ، لكان القياس في الموحل الكسر لا غير ، وقد ذكر القتبي فيه اللغتين : الكسر والفتح ، والأصل ما قدمناه . وقوله : وحر بضم الحاء ، وهو خالص كل شيء ، وفي كتاب أبي بحر عن الوقشي : وحر الموحل بفتح الحاء ، والجيم من الموجل مفتوحة ، وفسر الموجل ، فقال : حجارة ملس لينة ، والذي أذهب إليه أن الموجل ههنا واحد المواجل ، وهي مناهل الماء ، وفتحت الجيم ، لأن الأصل : مأجل كذلك قال أبو عبيد : هي المآجل ، وواحدها : مأجل . وفي آثار المدونة سئل مالك رحمه الله عن مواجل برقة ، يعني : المناهل ، فلو كانت الواو في الكلمة أصلاً لقيل في الواحد : موجل مثل موضع ، إلا أن يراد به معنى الوجل ، فيكون الماضي من الفعل مكسور الجيم والمستقبل مفتوحاً ، فيفتح الموجل حينئذ ، ولا معنى له في هذا الموضع . وقوله : اللثق الزليق . اللثق : من اللثق ، وهو أن يخلط الماء بالتراب فيكثر منه الزلق ، قال بعض الفصحاء : غاب الشفق ، وطال الأرق ، وكثر اللثق ، فلينطق من نطق . وفي حاشية كتاب أبي بحر : اللبق بالباء المنقوطة بواحدة ، وذكر أنه هكذا وجد في أصل ابن هشام ، ولا معنى للبق ههنا ، وأظنه تصحيفاً من الراوي والله أعلم . وقوله في الشعر : يكاد البسر يهصر بالعذوق . أي : تميل بها ، وهو جمع عذق بكسر العين ، وهي الكباسة أو جمع عذق بفتح العين ، وهي النخلة ، وهو أبلغ في وصفها بالأيقار أن يكون جمع عذق بالفتح . وقوله : وأسلم ذو نواس مستكيناً . أي : خاضعاً ذليلاً ، وفي