وأما حلزون وهو دود يكون بالعشب ، وأكثر ما يكون في الرمث فليس من باب فلسطين وقنسرين ، ولكن النون فيه أصلية ، كزرجون ، ولذلك أدخله أبو عبيد في باب فعلون ، وكذلك فعل صاحب كتاب العين أدخله في باب الرباعي ، فدل على أن النون عنده فيه أصلية وأنه فعلول بلامين . وقول ذي جدن : وبعد سلحين يقطع على أن بينون : فيعول على كل حال ؛ لأن الذي ذكره السيرافي من المذهب الثالث إن صح ، فإنما هي لغة أخرى غير لغة ذي جدن الحميري ، إذ لو كان من لغته ، سلحون ، وأعرب النون مع بقاء الواو ، فلما لم يفعل علمنا أن المعتقد عندهم في بينون : زيادة الياء ، وأن النونين أصليتان كما تقدم . وقوله : * دعيني لا أبا لك لن تطيقي * أي : لن تطيقي صرفي بالعذل عن شأني ، وحذف النون من تطيقين للنصب أو للجزم على لغة من جزم بلن إن كان ذلك من لغته ، والياء التي بعد القاف : اسم مضمر في قول سيبويه ، وحرف علامة تأنيث في قول الأخفش ، وللحجة لهما ، وعليهما موضع غير هذا . وقوله : * قد أنزفت ريقي * أي : أكثرت علي من العذل حتى أيبست ريقي في فمي ، وقلة الريق من الحصر ، وكثرته من قوة النفس ، وثبات الجأش قال الراجز : إني إذا زبّبت الأشداق وكثر اللّجاج والّلقلاق ثبت الجنان مرجمٌ ودّاق زببت الأشداق : من الزبيبتين ، وهو ما ينعقد من الريق في جانبي الفم عند كثرة الكلام ، وقوله : وداق : أي يسيل كالودق . يريد : سيلان الريق ، وكثرة القول ، كما قال أبو المخش في ابنه : كان أشدق خرطمانياً إذا تكلم سال لعابه . وقوله : ولو شرب الشّفاء مع النّشوق أي : لو شرب كل دواء يستشفى به ، وتنشق كل نشق يجعل في الأنف للتداوي به ، ما نهى ذلك الموت عنه . وقوله : ولا مترهب يجوز أن يكون رفعه عطفاً على ناه ، أي : لا يرد الموت ناه ، ولا مترهب . أي : دعاء مترهب يدعو لك ، ويجوز أن يكون مترهب رفعاً على معنى : ولا ينجو منه مترهب . كما قال : تالله يبقى على الأيام ذو حيد . البيت . والأسطوان : أفعوال . النون أصلية ، لأن جمعه أساطين ، وليس في الكلام أفاعين . وقوله : يناطح جدره بيض الأنوق جدره : جمع جدار ، وهو مخفف من جدور ، وفي التنزيل « أوْ مِنْ وَراء جُدُرِ » تقيد بضم الجيم ،