responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 55


ولكن والله لا يؤخذ منكم فيه دية ، ولا تطلبون بذحل ، وحيثما وقع اسم أرياط في رواية يونس ، لم يسمه بهذا الاسم ، إنما سماه روزنة أو نحو هذا .
وذكر الطبري أن سيف بن ذي يزن لما فعل ذو نواس بالحبشة ما فعل ، ثم ظفروا به بعث عظيمهم إلى أبي مرة سيف بن ذي يزن ، فانتزع منه ريحانة بنت علقمة بن مالك ، وكانت قد ولدت له معدي كرب . فملكها أبرهة . وأولدها مسروق بن أبرهة ، وعند ذلك توجه سيف إلى كسرى أنو شروان يطلب منه الغوث على الحبشة ، فوعده بذلك وأقام عنده سنين ، ثم مات وخلفه ابنه معدي كرب في طلب الثأر ، فأدخل على كسرى ، فقال له : من أنت ؟ فقال : رجل يطلب إرث أبيه ، وهو وعد الملك الذي وعد به ، فسأل عنه كسرى : أهو من بيت مملكة أم لا ؟ فأخبر أنه من بيت ملك فوجه معه وهرز الفارس في سبعة آلاف وخمسمائة من الفرس ، وقال ابن إسحاق : في ثمانمائة غرق منهم مائتان ، وسلم ستمائة : والقول الأول قول ابن قتيبة وهو أشبه بالصواب ، إذ يبعد مقاومة الحبشة بستمائة ، وإن كان قد جمع إليهم من العرب كما ذكر ابن إسحاق ما جمع . ثم إن معد يكرب بن سيف لما قتل الحبشة وملك هو ووهرز اليمن أقام في ذلك نحو أربع سنين . ثم قتلته عبيد له ، كان قد اتخذهم من أولئك الحبشة ، خرج بهم إلى الصيد فزرقوه بحرابهم ، ثم هربوا فأتبعوا فقتلوا . وتفرق أمر اليمن بعده إلى مخالف عليها مقاول كملوك الطوائف لا يدين بعضه لبعض إلا ما كان من صنعاء ، وكون الأبناء فيها ، حتى جاء الإسلام .
فصل : واستشهد ابن هشام في هذا الخبر على الأخدود ببيت ذي الرمة ، وهو : غيلان بن عقبة بن بهيش بضم الباء والشين : وسمي ذا الرمة ببيت قاله في الوتد :
* أشعث باقي رمة التقليد * وقيل إن مية سمته بذلك ، وكان قد قال لها : أصلحي لي هذا الدلو ، فقالت له : إني خرقاء ، فولى وهي على عنقه برمتها ، فنادته : يا ذا الرمة إن كنت خرقاء فإن لي أمة صناعاً ؛ فلذلك سماها بخرقاء ، كما سمته بذي الرمة .
فصل : وقوله : فخاض ضحضاح البحر إلى غمره . الضحضاح من الماء : الذي يظهر منه القعر ، وكان أصله من الضح وهو حر الشمس ، كأن الشمس تداخله لقلته ، فقلبت فيه إحدى الحاءين ضاداً ، كما قالوا في ثرة ثرثارة ، وفي تملل تململ وهو قول الكوفيين من النحويين ، ولست أعرف أصلاً يدفعه ، ولا دليلاً يرده ، ويقال له أيضاً : الرقراق والضهل ، وقد يستعار في غير الماء ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب حين سئل عنه ، فقال : هو في ضحضاح من النار ، ولولا مكاني لكان من في الطمطام وفي البخاري : وجدته في غمرة من النار ، فأخرجته إلى الضحضاح ، والغمر هو الطمطام ، وأما قول ذي جدن :
* هونك لن يردّ الدمع ما فاتا *

55

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست