responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 50


لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام ، فقال : لقد دعا الله باسمه الأعظم . ويروى أنه قال له في هذا الحديث : غفر الله له غفر الله له . وروى الترمذي نحو هذا فيمن قال : اللهم إني أسألك ؛ فإنك الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد وهذا معارض لحديث أم سلمة ، قلنا : لا معارضة بين هذا ، وبين ما تقدم ، فإنا لم نقل : إن الاسم الأعظم ، هو الحي القيوم ، بل : الحي القيوم : صفتان تابعتان للاسم الأعظم . وتتميم لذكره ، وكذلك المنان . وذو الجلال والإكرام في حديث أبي داود ، وقد خرجه الترمذي أيضاً في الدعوات ، وكذلك الأحد الصمد في حديث الترمذي . وقولك : الله لا إله إلا هو : هو الاسم ، لأنه لا سمي له ، ولم يتسم به غيره ، وقد قال بعض العلماء في التسعة والتسعين اسماً : إنها كلها تابعة للاسم الذي هو الله ، وهو تمام المائة ، فهي مائة على عدد درج الجنة ، إذ قد ثبت في الصحيح أنها مائة درجة بين كل درجتين مسيرة مائة عام ، وقال في الأسماء : من أحصاها دخل الجنة فهي على عدد درج الجنة ، وأسماؤه تعالى لا تحصى ، وإنما هذه الأسماء هي المفضلة على غيرها ، والمذكورة في القرآن . يدل على ذلك قوله في الصحيح : أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم ووقع في جامع ابن وهب : سبحانك لا أحصي أسماءك ومما يدل على أنه الاسم الأعظم أنك تضيف جميع الأسماء إليه ، ولا تضيفه إليها . تقول : العزيز اسم من أسماء الله ، ولا تقول : الله اسم من أسماء العزيز ، وفخمت اللام من اسمه وإن كانت لا تفخم لام في كلام العرب إلا مع حروف الإطباق نحو الطلاق ، ولا تفخم لام في شيء من أسمائه ، ولا شيء من الحروف الواقعة في أسمائه التي ليست بمستعلية إلا في هذا الاسم العظيم المنتظم من ألف ولامين وهاء . فالألف من مبدأ الصوت ، والهاء راجعة إلى مخرج الألف ، فشاكل اللفظ المعنى ، وطابقه ، لأن المسمى بهذا الاسم منه المبدأ ، وإليه المعاد . والإعادة أهون من الابتداء عند المخاطبين ، فكذلك الهاء أخف وألين في اللفظ من الهمزة التي هي مبدأ الاسم . أخبرت بهذا الكلام أو نحوه في الاسم وحروفه عن ابن فورك رحمه الله . ذكره أبو بكر شيخنا في كتاب شرح الأسماء الحسنى له . فإن قيل : فأين ما ذكروه عن الاسم الأعظم ، وأنه لا يدعى الله به إلا أجاب ، ولا يسأل به شيئاً إلا أعطاه .
قلنا : عن ذلك جوابان ، أحدهما : أن هذا الاسم كان عند من كان قبلنا إذا علمه مصوناً غير مبتذل ، معظماً لا يمسه إلا طاهر ، ولا يلفظ به إلا طاهر ، ويكون الذي يعرفه عاملاً بمقتضاه متألهاً مخبتاً ، قد امتلأ قلبه بعظمة المسمى به لا يلتفت إلى غيره ، ولا يخاف سواه ، فلما ابتذل وتكلم به في معرض البطالات والهزل ، ولم يعمل بمقتضاه ذهبت من القلوب هيبته ، فلم يكن فيه من سرعة الإجابة ، وتعجيل قضاء الحاجة للداعي ما كان قبل .

50

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست