responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 49


وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي : أي آية معك في كتاب الله العظيم ؟ فقال : « اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم » ، فقال : ليهنك العلم أبا المنذر ، ومحال أن يريد بقوله : أعظم معنى عظيم ؛ لأن القرآن كله عظيم ، فكيف يقول له : أي آية في القرآن عظيمة ، وكل آية فيه عظيمة كذلك ؟ وكل ما استشهدوا به من قولهم : أبر بمعنى كبير ، وأهون بمعنى هين باطل عند حذاق النحاة ، ولولا أن نخرج عما نحن بصدده ، لأوضحنا بطلانه ، بما لا قبل لهم به ، ولو كان صحيحاً في العربية ، ما جاز أن يحمل عليه قوله : أي آية معك في كتاب الله أعظم ، لأن القرآن كله عظيم ، وإنما سأله عن الأعظم منه ، والأفضل في ثواب التلاوة ، وقرب الإجابة ، وفي هذا الحديث دليل أيضاً على ثبوت الاسم الأعظم ، وأن لله اسماً هو أعظم أسمائه ، ومحال أن يخلو القرآن عن ذلك الاسم ، والله تعالى يقول : « ما فَرَّطْنَا في الكتابِ منْ شيء » الأنعام ، فهو في القرآن لا محالة . وما كان الله ليحرمه محمداً ، وأمته ، وقد فضله على الأنبياء ، وفضلهم على الأمم ، فإن قلت : فأين هو في القرآن ؟ فقد قيل : إنه أخفي فيه ، كما أخفيت الساعة في يوم الجمعة ، وليلة القدر في رمضان ؛ ليجتهد الناس ولا يتكلوا . قال الفقيه الحافظ أبو القاسم رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي : أي آية معك في كتاب الله أعظم ، ولم يقل : أفضل إشارة إلى الاسم الأعظم أنه فيها ، إذ لا يتصور أن تكون هي أعظم آية ، ويكون الاسم الأعظم في أخرى دونها .
بل : إنما صارت أعظم الآيات ؛ لأن الاسم الأعظم فيها . ألا ترى كيف هنأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبياً ، بما أعطاه الله تعالى من العلم ، وما هنأه إلا بعظيم بأن عرف الاسم الأعظم ، والآية العظمى التي كانت الأمم قبلنا لا يعلمه منهم إلا الأفراد ، عبد الله بن الثامر ، وآصف صاحب سليمان عليه السلام ، وبلعوم قبل أن يتبعه الشيطان فكان من الغاوين ، وقد جاء منصوصاً في حديث أم سلمة رضي الله عنها الذي خرجه الترمذي وأبو داود ، ويروى أيضاً عن أسماء بنت يزيد وكنيتها : أم سلمة فلعل الحديث واحد أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسم الأعظم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو في هاتين الآيتين « اللّه لا إله إلاّ هو الحيُّ الْقَيُّوم » و « ألَّم اللّه لا إله إلا هو الحيُّ القيوم » . وقال سبحانه : « هوَ الْحَيُّ لا إله إلا هو فادعوهُ مخلصين له الدين » الآية أي : فادعوه بهذا الاسم ، ثم قال : « الحمدُ للّه ربّ العالمين » تنبيهاً لنا على حمده وشكره ، إذ علمنا من هذا الاسم العظيم ما لم نكن نعلم ، فإن قلت : فقد روى أبو داود والترمذي أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً وهو زيد أبو عياش الزرقي ذكر اسمه الحرث بن أبي أسامة في مسنده يقول : اللهم إني أسألك ، بأن لك الحمد

49

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست