واستعمل بالياء في إفراده وجمعه ، وإن كان أصله الواو ، لأن معناه : الذي يقول ويسمع قوله ، ولكنهم كرهوا أن يقولوا : أقوال ، فيلتبس بجمع قول ، كما قالوا : عيد وأعياد ، وإن كان من عاد يعود لكن أماتوا الواو فيه إماتة ، كي لا يشبه جمع العود ، وإذا أرادوا إحياء الواو في جمع قيل ، قالوا : مقاول كأنه جمع مقول ، أو جمع : مقال ومقالة ، فلم يبعدوا من معنى القول ، وأمنوا اللبس ، وقد قالوا : محسان ومذاكر لا واحد لها من لفظها ، وكأنهم ذهبوا أيضاً في مقاول مذهب المرازب ، وهم ملوك العجم ، والله أعلم . على أنهم قالوا : أقيال وأقوال ، ولم يقولوا في جمع عيد إلا أعياد ، ومثل عيد وأعياد . ريح وأرياح في لغة بني أسد ، وقد صرفوا من القيل فعلاً ، وقالوا : قال علينا فلان ، أي : ملك والقيالة : الإمارة ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في تسبيحه الذي رواه الترمذي : سبحان الذي لبس العز ، وقال به . أي ملك به وقهر . كذا فسره الهروي في الغريبين . خير لخنيعة وذي نواس وقال فيه ابن دريد : لخنيعة وقال : هو من اللخع ، وهو استرخاء في الجسم ، وذو شناتر . الشناتر : الأصابع بلغة حمير ، واحدها : شنترة ، وذو نواس اسمه : زرعة ، وهو من قولهم للغلام : زرعك الله ، أي أنبتك ، وسموا بزارع كما سموا بنابت ، وقال الله تعالى : « أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونه » أمْ نحن الزارعون الواقعة أي : تنبتونه ،