responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 31


أشغانيون على دين الفرس ، وأكثرهم ينتسبون إلى الفرس من ذرية دارا بن دارا ، وكان الذي فرقهم وشتت شملهم ، وأدخل بعضهم بين بعض ؛ لئلا يستوثق لهم ملك ، ولا يقوم لهم سلطان : الإسكندر بن فيلبش اليوناني ، حين ظهر على دارا ، واستولى على بلاد مملكته ، وتزوج بنته روشنك . بوصية أبيها دارا له بذلك حين وجده مثخناً في المعركة ، ولم يكن الإسكندر أراد قتله ؛ لأنه كان أخاه لأمه فيما زعموا ، فوضع الإسكندر رأسه على فخذه فيما ذكروا وقال : يا سيد الناس لم أرد قتلك ، ولا رضيته ، فهل لك من حاجة ؟ قال : نعم . تزوج ابنتي روشنك ، وتقتل من قتلني ، ثم قضى دارا ، ففعل ذلك الإسكندر ، وفرق الفرس ، وأدخل بينهم العرب . فتحاجزوا ، وسموا : ملوك الطوائف ؛ لأن كل واحد منهم كان على طائفة من الأرض ، ثم دام أمرهم كذلك أربعمائة وثمانين سنة في قول الطبري ، وقد قيل أقل من ذلك ، وقال المسعودي : خمسمائة وعشرين سنة ، وفي أيامهم بعث عيسى ابن مريم عليه السلام وذلك بعد موت الإسكندر بثلاثمائة سنة . فابن خرزاذ هذا والله أعلم من أولئك . وبنو ساسان القائمون بعد ملوك الطوائف ، وبعد ملوك الأشغانيين : هم بنو ساسان بن بهمن . وهو من الكينية ، وإنما قيل لهم الكينية ؛ لأن كل واحد منهم يضاف إلى كي ، وهو البهاء . ويقال معناه : إدراك الثأر . وأول من تسمى بكي : أفريذون بن أثفيان قاتل الضحاك بثأر جده جم ، ثم صار الملك في عقبه إلى منوشهر الذي بعث موسى عليه السلام في زمانه إلى كي قاووس .
وكان في زمن سليمان عليه السلام وسيأتي طرف من ذكره في الكتاب إلى كي يستاسب الذي ولي بختنصر وملكه . وبخت نصر هو الذي حير الحيرة حين جعل فيها سبايا العرب ، فتحيروا هناك ، فسميت الحيرة ، وأخذ اسمه من بوخت وهي النخلة ؛ لأنه ولد في أصل نخلة . ثم كان بعد كي يستاسب بهمن بن إسبندياذ بن يستاسب .
وكان له ابنان : دارا وساسان ، وكان ساسان هو الأكبر ، فكان قد طمع في الملك بعد أبيه ، فصرف بهمن الأمر عنه إلى دارا لخبر يطول ذكره حملته على ذلك خمانا أم دارا ، فخرج ساسان سائحاً في الجبال ، ورفض الدنيا ، وهانت عليه ، وعهد إلى بنيه متى كان لهم الأمر : أن يقتلوا كل أشغاني وهم نسل دارا ، فلما قام أزدشير بن بابك وقيده الدارقطني أردشير بالراء المهملة ، ودعا ملوك الطوائف إلى القيام معه على من خالفه ، حتى ينتظم له ملك فارس ، وأجابه إلى ذلك أكثرهم ، وكانوا يداً على الأقل ، حتى أزالوه ، وجعل أزدشير يقتل كل من ظهر عليه من أولئك الأشغانيين ، فقتل ملكاً منهم يقال له : الأردوان ، واستولى على قصره ، فألقى فيه امرأة جميلة رائعة الحسن ، فقال لها : ما أنت ؟ فقالت : أمة من إماء الملك ، وكانت بنت الملك الأردوان لاذت بهذه الحيلة من القتل ، لأنه كان لا يبقي منهم ذكراً ولا أنثى ، فصدق قولها ، واستسرها فحملت منه ، فلما أثقلت استبشرت بالأمان منه ، فأقرت أنها بنت الأشغاني الذي قتل ، واسمه أردوان فيما ذكروا فدعا وزيراً له ناصحاً وقد سماه الطبري في التاريخ فقال : استودع هذه بطن الأرض ، فكره الوزير أن يقتلها ، وفي بطنها ابن للملك ، وكره أن يعصي أمره ، فاتخذ لها قصراً تحت الأرض ، ثم خصى نفسه ، وصبر مذاكيره ، وجعلها في حريرة ، ووضع الحريرة في حق ، وختم عليه ، ثم جاء به الملك فاستودعه إياه ، وجعل لا يدخل إلى المرأة في ذلك القصر سواه ، ولا تراها إلا عينه ، حتى وضعت المولود ذكراً ، فكره أن يسميه قبل أبيه ، فسماه : شاهبور ، ومعناه : ابن الملك ، فكان الصبي يدعى بهذا ، ولا يعرف لنفسه اسماً غيره ، فلما قبل التعليم نظر في تعليمه ، وتقويم أوده . واجتهد في كل ما يصلحه إلى أن ترعرع الغلام . فدخل الوزير يوماً على أزدشير ، وهو واجم ، فقال :

31

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست