responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 32


لا يسوءك الله أيها الملك ! فقد ساءني إطراقك ووجومك ، فقال : كبرت سني ، وليس لي ولد أقلده الأمر بعدي ، وأخاف انتثار الأمر بعد انتظامه ، وافتراق الكلمة بعد اجتماعها ، فقال له : إن لي عندك وديعة أيها الملك ، وقد احتجت إليها ، فأخرج إليه الحقة بخاتمها ، ففض الخاتم ، وأخرج المذاكير منها ، فقال له الملك : ما هذا ؟ فقال : كرهت أن أعصي الملك حين أمرني في الجارية بما أمر ، فاستودعتها بطن الأرض حيةً ، حتى أخرج الله منها سليل الملك حياً ، وأرضعته وحضنته ، وها هو ذا عندي ، فإن أمر الملك جئته به ، فأمره أزدشير بإحضاره في مائة غلام من أبناء فارس ، بأيديهم الصوالج يلعبون الكرة ، فلعبوا في القصر ، فكانت الكرة تقع في إيوان الملك ، فيتهيبون أخذها حتى طارت للغلام ، فوقعت في سرير الملك ، فتقدم حتى أخذها ، ولم يهب ذلك ، فقال الملك : ابني والشمس ! ! متعجباً من عزة نفسه وصرامته ، ثم قال له : ما اسمك يا غلام ؟ فقال له : شاهبور : فقال له : صدقت ! أنت ابني . وقد سميتك بهذا الاسم ، وبور : هو الابن ، وشاه : هو الملك بلسانهم ، وإضافتهم مقلوبة ، يقدمون المضاف إليه على المضاف ، كما تقدم في الكي الكلمة التي كانت في أوائل أسماء الملوك الكينية ، فكانوا يضافون إلى الكي ، ثم إن أزدشير عهد إلى ابنه شاهبور ، وسيأتي في الكتاب في قول الأعشى :
أقام به شاهبور الجنود * حولين يضرب فيه القدم ثم غيرت العرب هذا الاسم ، فقالوا : سابور ، وتسمى به ملوك بني ساسان منهم : سابور ذو الأكتاف الذي وطئ أرض العرب ، وكان يخلع أكتافهم ، حتى مر بأرض بني تميم ، ففروا منه ، وتركوا عمرو بن تميم . وهو ابن ثلاثمائة سنة ، لم يقدر على الفرار ، وكان في قفة معلقاً من عمود الخيمة من الكبر ، فأخذ ، وجئ به الملك ، فاستنطقه سابور ، فوجد عنده رأياً ودهاءً ، فقال له : أيها الملك : لم تفعل هذا بالعرب ؟ فقال : يزعمون أن ملكنا يصل إليهم على يد نبي يبعث في آخر الزمان ، فقال عمرو : فأين حلم الملوك وعقلهم ؟ ! إن يكن هذا الأمر باطلاً فلا يضرك ، وإن يكن حقاً ألفاك ، وقد اتخذت عندهم يداً ، يكافئونك عليها ، ويحفظونك بها في ذويك ، فيقال : إن سابور انصرف عنهم ، واستبقى بقيتهم ، وأحسن إليهم بعد ذلك والله أعلم .
وأما أبرويز بن هرمز وتفسيره بالعربية : مظفر فهو الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي طرف من ذكره ، وهو الذي عرض على الله تعالى في المنام ، فقيل له : سلم ما في يديك إلى صاحب الهراوة ، فلم يزل مذعوراً من ذلك ، حتى كتب إليه النعمان بظهور النبي صلى الله عليه وسلم بتهامة ، فعلم أن الأمر سيصير إليه ، حتى كان من أمره ما كان ، وهو الذي سئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حجة الله على كسرى ؟ فقال : إن الله تعالى أرسل إليه ملكاً ، فسلك يده في جدار مجلسه ، حتى أخرجها إليه ، وهي تتلألأ نوراً ، فارتاع كسرى ، فقال له الملك : لم ترع يا كسرى . إن الله قد بعث رسوله ، فأسلم تسلم دنياك وآخرتك ، فقال : سأنظر . ذكره الطبري ، في أعلام كثيرة من النبوة ، عرضت على أبرويز أضربنا عن الإطالة بها ، في هذا الموضع ، وتسمى أيضاً سابور

32

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست