إنها ولدت سيد هذه الأمة ، وهو الحسن الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : إن ابني هذا سيد ، وهو خليفة ، بعلها خليفة أيضاً . وأحسن من هذا القول قول من قال : سادت أخواتها وأمها ، لأنهن متن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فكن في صحيفته ، ومات أبوها وهو سيد العالمين ، فكان رزؤه في صحيفتها وميزانها ، وقد روى البزار من طريق عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : هي خير بناتي ؛ إنها أصيبت بي ، فحق لمن كانت هذه حاله أن يسود نساء أهل الجنة ، وهذا حسن ، والله أعلم . ومن سؤددها أيضاً أن المهدي المبشر به آخر الزمان من ذريتها ، فهي مخصوصة بهذا كله والأحاديث الواردة في أمر المهدي كثيرة ، وقد جمعها أبو بكر بن أبي خيثمة فأكثر ، ومن أغربها إسناداً ما ذكره أبو بكر الإسكاف في فوائد الأخبار مسنداً إلى مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كذب بالدجال فقد كفر ، ومن كذب بالمهدي فقد كفر ، وقال في طلوع الشمس من مغربها مثل ذلك فيما أحسب . < فهرس الموضوعات > الله السلام في قول خديجة < / فهرس الموضوعات > الله السلام في قول خديجة : وقول خديجة : الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبريل السلام ، علمت بفقهها أن الله سبحانه لا يرد عليه السلام ، كما يرد على المخلوق ؛ لأن السلام دعاء بالسلامة فكان معنى قولها : الله السلام ، فكيف أقول عليه السلام ، والسلام منه يسئل ، ومنه يأتي ؟ ولكن على جبريل السلام ، فالذي يحصل من هذا الكلام من الفقه أنه لا يليق بالله سبحانه إلا الثناء عليه ، فجعلت مكان رد التحية على الله ثناءً عليه ، كما عملوا في التشهد حين قالوا : السلام على الله من عباده ، السلام على فلان ، فقيل لهم : لا تقولوا هذا ، ولكن قولوا : التحيات لله ، وقد ذكرنا في غير هذا الكتاب فوائد جمة في معنى التحيات إلى آخر التشهد . وقولها : ومنه السلام ، إن كانت أرادت السلام التحية ، فهو خبر يراد به التشكر ، كما تقول : هذه النعمة من الله ، وإن كانت أرادت السلام بالسلامة من سوء ، فهو خبر يراد به المسألة ، كما تقول : منه يسأل الخير . < فهرس الموضوعات > الفرق بين السلام والسلامة < / فهرس الموضوعات > الفرق بين السلام والسلامة : وذهب أكثر أهل اللغة إلى أن السلام والسلامة بمعنى واحد كالرضاع والرضاعة ، ولو تأملوا كلام العرب وما تعطيه هاء التأنيث من التحديد لرأوا أن بينهما فرقاناً عظيماً ، وأن الجلال أعم من الجلالة بكثير ، وأن اللذاذ أبلغ من اللذاذة ، وأن الرضاعة تقع على الرضعة الواحدة ، والرضاع أكثر من ذلك ، فكذلك السلام ، والسلامة ، وقس على هذا : تمرة وتمراً ، ولقاة ولقىً ، وضربة وضرباً ، إلى غير ذلك . < فهرس الموضوعات > تسمية جل جلاله بالسلام < / فهرس الموضوعات > تسمية جل جلاله بالسلام : وتسمى سبحانه بالسلام لما شمل جميع الخليقة ، وعمهم من السلامة من الاختلال والتفاوت إذ الكل جار على نظام الحكمة ، كذلك سلم الثقلان من جور ، وظلم أن يأتيهم من قبله سبحانه ، فإنما الكل مدبر بفضل أو عدل ، أما الكافر فلا يجري عليه إلا عدله ، وأما المؤمن فيغمره فضله ، فهو سبحانه في جميع أفعاله سلام ، لا حيف ولا ظلم ، ولا تفاوت ولا اختلال ، ومن زعم من المفسرين لهذا الاسم أنه تسمى به لسلامته من الآفات والعيوب ، فقد أتى بشنيع من القول ، إنما السلام من سلم منه ، والسالم من سلم من غيره ، وانظر إلى قوله سبحانه : « كوني بَرْداً وسلاماً » وإلى قوله : « سلام هي » ولا يقال في الحائط : سالم من العمى ،