ومنها : أن يتراءى له جبريل في صورته التي خلقه الله فيها ، له ستمائة جناح ، ينتشر منها اللؤلؤ والياقوت . ومنها : أن يكلمه الله من وراء حجاب : إما في اليقظة كما كلمه في ليلة الإسراء ، وإما في النوم ، كما قال في حديث معاذ الذي رواه الترمذي ، قال : أتاني ربي في أحسن صورة ، فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى ، فقلت : لا أدري . فوضع كفه بين كتفي ، فوجدت بردها بين ثندوتي وتجلى لي علم كل شيء ، وقال : يا محمد ، فيم يختصم الملأ العلى ، فقلت : في الكفارات ، فقال : وما هن ! ؟ فقلت : الوضوء عند الكريهات ، ونقل الأقدام إلى الحسنات ، وانتظار الصلوات بعد الصلوات ، فمن فعل ذلك عاش حميداً ، ومات حميداً ، وكان من ذنبه كمن ولدته أمه ، وذكر الحديث . فهذه ستة أحوال ، وحالة سابعة قد قدمنا ذكرها ، وهي نزول إسرافيل عليه بكلمات من الوحي قبل جبريل فهذه سبع صور في كيفية نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم لم أر أحداً جمعها كهذا الجمع ، وقد استشهدنا على صحتها بما فيه غنية ، وقد أملينا أيضاً في حقيقة رؤيته عليه السلام ربه في المنام على أحسن صورة ، ويروى : على صورة شاب مسألةً بديعةً كاشفة لقناع اللبس ، فتنظر هنالك . < فهرس الموضوعات > الكتاب الذي جاء به جبريل < / فهرس الموضوعات > الكتاب الذي جاء به جبريل : وذكر في الحديث أن جبريل أتاه بنمط من ديباج فيه كتاب ، فقال : اقرأ ، قال بعض المفسرين في قوله : « آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه » إنها إشارة إلى الكتاب الذي جاءه به جبريل حين قال : اقرأ ، وفي الآية أقوال غير هذه ، منها : أنها إشارة إلى ما تضمنه قوله سبحانه : آلم ؛ لأن هذه الحروف المقطعة تضمنت معاني الكتاب كله ، فهي كالترجمة له . < فهرس الموضوعات > معنى « اقرأ باسم ربك » < / فهرس الموضوعات > معنى اقرأ باسم ربك : وقوله : ما أنا بقارئ ، أي : إني أمي ، فلا أقرأ الكتب ، قالها ثلاثاً فقيل له : اقرأ باسم ربك ، أي : إنك لا تقرؤه بحولك ، ولا بصفة نفسك ، ولا بمعرفتك ، ولكن اقرأ مفتتحاً باسم ربك مستعيناً به ، فهو يعلمك كما خلقك وكما نزع عنك علق الدم ، ومغمز الشيطان بعدما خلقه فيك ، كما خلقه في كل إنسان . والآيتان المتقدمتان لمحمد ، والآخرتان : لأمته ، وهما قوله تعالى : « الذي علَّم بالقلم علَّم