responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 238


فسمع قارئاً : « يا مَعْشَرَ الْجِنِّ والإِنْسِ إن اسْتَطَعْتُمْ أن تَنْفُذوا من أقطارِ السَّموات والأرض فانْفُذُوا لا تَنْفُذُون إلا بسلطان » الآية . فلما قدم مكة خبر كفار قريش بما سمع ، فقالوا : أصبت يا أبا كلاب . إن هذا يزعم محمد أنه أنزل عليه ، فقال : والله لقد سمعته وسمعه هؤلاء معي ، ثم أسلم وحسن إسلامه ، وهاجر إلى المدينة ، وابتنى بها مسجداً فهو يعرف به .
انقطاع أخبار السماء عن الكهانة : وذكر ابن إسحاق حديث ابن عباس وفيه : كنا نقول إذا رأيناه : يموت عظيم أو يولد عظيم ، وفي هذا دليل على ما قدمناه من أن القذف بالنجوم كان قديماً ، ولكنه إذ بعث الرسول عليه السلام وغلظ وشدد كما قال الزهري وملئت السماء حرساً . وقوله في آخر الحديث : وقد انقطعت الكهانة اليوم ، فلا كهانة . يدل قوله : اليوم على تخصيص ذلك الزمان كما قدمناه ، والذي انقطع اليوم ، وإلى يوم القيامة أن تدرك الشياطين ما كانت تدركه في الجاهلية الجهلاء ، وعند تمكنها من سماع أخبار السماء ، وما يوجد اليوم من كلام الجن على ألسنة المجانين إنما هو خبر منهم عما يرونه في الأرض ، مما لا نراه نحن كسرقة سارق ، أو خبيئته في مكان خفي ، أو نحو ذلك ، وإن أخبروا بما سيكون كان تخرصاً وتظنياً ، فيصيبون قليلاً ، ويخطئون كثيراً . وذلك القليل الذي يصيبون هو مما يتكلم به الملائكة في العنان ، كما في حديث البخاري ، فيطردون بالنجوم ، فيضيفون إلى الكلمة الواحدة أكثر من مائة كذبة كما قال عليه السلام في الحديث الذي قدمناه .
فإن قلت : فقد كان صاف بن صياد ، وكان يتكهن ، ويدعي النبوة ، وخبأ له النبي صلى الله عليه وسلم خبيئاً ، فعلمه ، وهو الدخ فأين انقطاع الكهانة في ذلك الزمان ؟ قلنا : عن هذا جوابان ، أحدهما ذكره الخطابي في أعلام الحديث قال : الدخ نبات يكون من النخيل ، وخبأ له عليه السلام : « فارْتَقِبْ يوم تأتي السماءُ بدُخانٍ مُبينٍ » الدخان ، فعلى هذا لم يصب ابن صياد ما خبأ له النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن شيطانه كان يأتيه بما خفي من أخبار الأرض ، ولا يأتيه بخبر السماء لمكان القذف والرجم ، فإن كان أراد بالدخ الدخان بقوة جعلت لهم في أسماعهم ليست لنا ، فألقى الكلمى عن لسان صاف وحدها ، إذ لم يمكن سماع سائر الآية ؛ ولذلك قال له النبي عليه السلام : اخسأ فلن تعدو قدر الله فيك أي : فلن تعدو منزلتك من العجز عن علم الغيب ؛ وإنما الذي يمكن في حقه هذا القدر دون مزيد عليه ، على هذا النحو فسره الخطابي .

238

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست