responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 223


إليه ، فأمرهم سبحانه أن يبنوا البيت المعمور في السماء السابعة ، وأن يجعلوا طوافهم به ، فكان ذلك أهون عليهم من الطواف بالعرش ، ثم أمرهم إن يبنوا في كل سماء بيتاً ، وفي كل أرض بيتاً ، قال مجاهد : هي أربعة عشر بيتاً ، كل بيت منها منا صاحبه ، أي : في مقابلته ، لو سقطت لسقطت بعضها على بعض .
< فهرس الموضوعات > أخبار حول الكعبة وبنائها < / فهرس الموضوعات > أخبار حول الكعبة وبنائها : روي أيضاً أن الملائكة حين أسست الكعبة انشقت الأرض إلى منتهاها ، وقذفت فيها حجارة أمثال الإبل ، فتلك القواعد من البيت التي رفع إبراهيم وإسماعيل ، فلما جاء الطوفان رفعت ، وأودع الحجر الأسود أبا قبيس .
وذكر ابن هشام أن الماء لم يعلها حين الطوفان ، ولكنه قام حولها ، وبقيت في هواء إلى السماء ، وأن نوحاً قال لأهل السفينة ، وهي تطوف بالبيت : إنكم في حرم الله ، وحول بيته ، فأحرموا الله ، ولا يمس أحد امرأة ، وجعل بينهم وبين السماء حاجزاً ، فتعدى حام ، فدعا عليه نوح أن يسود لون بنيه ، فاسود كوش بن حام ونسله إلى يوم القيامة ، وقد قيل في سبب دعوة نوح على حام غير هذا ، والله أعلم .
وذكر في الخبر عن ابن عباس ، قال : أول من عاذ بالكعبة حوت صغير ، خاف من حوف كبير ، فعاذ منه بالبيت ، وذلك أيام الطوفان . ذكره يحيى بن سلام ، فلما نضب ماء الطوفان ، كان مكان البيت ربوةً من مدرة وحج إليه هود وصالح ، ومن آمن معهما ، وهو كذلك .
< فهرس الموضوعات > إبراهيم عليه السلام يبنى الكعبة < / فهرس الموضوعات > إبراهيم عليه السلام يبنى الكعبة : ويذكر أن يعرب قال لهود عليه السلام : ألا نبنيه ؟ قال : إنما يبنيه نبي كريم يأتي من بعدي يتخذه الرحمن خليلاً ، فلما بعث الله إبراهيم وشب إسماعيل بمكة أمر إبراهيم ببناء الكعبة ، فدلته عليه السكينة ، وظللت له على موضع البيت ، فكانت عليه كالجحفة ، وذلك أن السكينة من شأن الصلاة ، فجعلت علماً على قبلتها حكمةً من الله سبحانه ، وبناه عليه السلام من خمس أجبل ، كانت الملائكة تأتيه بالحجارة منها ، وهي : طور تينا ، وطور زيتا اللذين بالشام ، والجودي وهو بالجزيرة ، ولبنان وحراء وهما بالحرم ، كل هذا جمعناه من آثار مروية . وانتبه لحكمة الله كيف جعل بناءها من خمسة أجبل ، فشاكل ذلك معناها ؛ إذ هي قبلة للصلاة الخمس وعمود الإسلام ، وقد بني على خمس ، وكيف دلت عليه السكينة ؛ إذ هو قبل للصلاة ، والسكينة من شأن الصلاة . قال عليه السلام : وأتوها وعليكم السكينة فلما بلغ إبراهيم الركن جاءه جبريل بالحجر الأسود من جوف أبي قبيس ، وروى الترمذي عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضاً من اللبن ، فسودته خطايا بني آدم ، وروى الترمذي أيضاً من طريق عبد الله بن عمرو مرفوعاً أن الركن الأسود والركن اليماني ياقوتتان من الجنة ، ولولا ما طمس من نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب ، وفي رواية غيره : لأبرءا من استلمهما من الخرس والجذام والبرص ، وروى غير الترمذي من طريق علي رحمه الله أن العهد الذي أخذه الله على ذرية آدم حين مسح ظهره ألا يشركوا به شيئاً كتبه في صك ، وألقمه الحجر الأسود ؛ ولذلك يقول المستلم له : إيماناً بك ، ووفاء بعهدك ، وذكر هذا الخبر الزبير ، وزاد عليه أن الله سبحانه أجرى نهراً أطيب من اللبن ، وألين من الزبد ، فاستمد منه القلم الذي كتب العهد ، قال : وكان أبو قبيس يسمى : الأمين ؛ لأن الركن كان مودعاً فيه ، وأنه نادى إبراهيم حين بلغ بالبنيان

223

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست