المغني إن كان مجيداً جداً أمتع وأطرب ، وإن كان بارداً جداً أضحك وألهى ، وذلك أيضاً مما يمتع . قال الجاحظ : وإنما الكرب الذي يجثم على القلوب ، ويأخذ بالأنفاس الغناء الفاتر الوسط الذي لا يمتع بحسن ، ولا يضحك بلهو ، وإذا ثبت هذا فلا يجوز أن يقال في رسول الله صلى الله عليه وسلم هو : أوسط الناس . أي : أفضلهم ، ولا يوصف بأنه وسط في العلم ، ولا في الجود ، ولا في غير ذلك إلا في النسب والشهادة ، كما تقدم ، والحمد لله ، والله المحمود . < فهرس الموضوعات > ولي خديجة في الزواج < / فهرس الموضوعات > ولي خديجة في الزواج : وذكر مشي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خويلد بن أسد مع عمه حمزة رضي الله عنه وذكر غير ابن إسحاق أن خويلداً كان إذ ذاك قد أهلك ، وأن الذي أنكح خديجة رضي الله عنها هو عمها عمرو بن أسد ، قاله المبرد وطائفة معه . < فهرس الموضوعات > خطبة النكاح < / فهرس الموضوعات > خطبة النكاح : وقال أيضاً : إن أبا طالب هو الذي نهض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي خطب خطبة النكاح ، وكان مما قاله في تلك الخطبة : أما بعد : فإن محمداً ممن لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح به شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً ، وإن كان في المال قل ، فإنما ظل زائل ، وعارية مسترجعة ، وله في خديجة بنت خويلد رغبة ، وله فيه مثل ذلك فقال عمرو : هو الفحل الذي لا يقدع أنفه ، فأنكحها منه ، ويقال : قاله ورقة بن نوفل ، والذي قاله المبرد هو الصحيح ؛ لما رواه الطبري عن جبير بن مطعم ، وعن ابن عباس ، وعن عائشة رضي الله عنهم كلهم قال : إن عمرو بن أسد هو الذي أنكح خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن خويلداً كان قد هلك قبل الفجار ، وخويلد بن أسد هو الذي نازع تبعاً الآخر حين حج ، وأراد أن يحتمل الركن الأسود معه إلى اليمن ، فقام في ذلك خويلد ، وقام معه جماعة ، ثم إن تبعاً روع في منامه ترويعاً شديداً حتى ترك ذلك ، وانصرف عنه والله أعلم .