في أبيات كثيرة أنشدها سيبويه ، وهذا مع حذف الياء والواو ، وبقاء حركة الهاء ، فإن سكنت الهاء بعد الحذف ، فهو أقل في الاستعمال من نحو هذا ، وأنشدوا : ونضواي مشتقان له أرقان وهذا الذي ذكرناه هو في القياس أقوى ؛ لأنه من باب حمل الوصل على الوقف نحو قول الراجز : لما رأى أن لا دعه ولا شبع ومنه في التنزيل كثير نحو إثبات هاء السكت في الصول ، وإثبات الألف من أنا ، وإثبات ألف الفواصل نحو : « وَتَظُنُّون باللَّهِ الظُّنُونَا » الأحزاب وهذا الذي ذكره سيبويه من الضرورة في هاء الإضمار إنما هو إذا تحرك ما قبلها نحو : به وله ، ولا يكون في هاء المؤنث البتة لخفة الألف ، فإن سكن ما قبل الهاء نحو : في وبنيه كان الحذف أحسن من الإثبات فإن قلت فقد قرأ عيسى بن مينا : نصله ويؤده وأرجه ونحو ذلك في اثني عشر موضعاً بحذف الياء ، وقيل الهاء متحرك ، فكيف حسن هذا ؟ قلنا : إن ما قبل الهاء في هذه المواضع ساكن ، وهو الياء من نصليه ويؤديه ويؤتيه ، ولكنه حذف للجازم ، فمن نظر إلى اللفظ ، وأن ما قبل الهاء متحرك أثبت الياء كما أثبتها في : به وله ، ومن نظر إلى الكلمة قبل دخول الجازم ، رأى ما قبل الهاء ساكناً ، فحذل الياء ، فهما وجهان حسنان بخلاف ما تقدم . وذكر في هذا الشعر : وأسعد قاد الناس . وهو أسعد أبو حسان بن أسعد ، وقد تقدم في التبابعة ، وكذلك أبو شمر ، وهو شمر الذي بنى سمرقند ، وأبوه : مالك ، يقال له : الأملوك ، ويحتمل أن يكون أراد أبا شمر الغساني والد الحرث بن أبي شمر . وعمرو بن مالك الذي ذكر أحسبه عمراً ذا الأذعار ، وقد تقدم في التبابعة ، وهو من ملوك اليمن ، وإنما جعلهم مفخراً لأبي لهب ؛ لأن أمه خزاعية من سبأ ، والتبابعة كلهم من حمير بن سبأ ، وقد تقدم الخلاف في خزاعة . أبو جبر : وأبو جبر الذي ذكره في هذا الشعر : ملك من ملوك اليمن ذكر القتبي أن سمية أم زياد ، كانت لأبي جبر ملك من ملوك اليمن ، دفعها إلى الحرث بن كلدة المتطبب في طب طبه .