وتمعززوا واخشوشنوا رواه ابن أبي حدرد . وقد قال عليه السلام لأبي بكر رضي الله عنه حين قال له : ما رأيت أفصح منك يا رسول الله ، فقال : وما يمنعني ، وأنا من قريش ، وأرضعت في بني سعد ؟ ! فهذا ونحوه كان يحملهم على دفع الرضعاء إلى المراضع الأعرابيات . وقد ذكر أن عبد الملك بن مروان كان يقول : أضر بنا حب الوليد ؛ لأن الوليد كان لحاناً ، وكان سليمان فصيحاً ؛ لأن الوليد أقام مع أمه ، وسليمان وغيره من إخوته سكنوا البادية ، فتعربوا ، ثم أدبوا فتأدبوا ، وكان من قريش أعراب ، ومنهم حضر ، فالأعراب منهم : بنو الأدرم وبنو محارب ، وأحسب بني عامر بن لؤي كذلك ؛ لأنهم من أهل الظواهر ، وليسوا من أهل البطاح . القول في حديث شق الصدر : وذكر قول أخيه من الرضاعة : نزل عليه رجلان أبيضان ، فشقا عن بطنه ، وهما يسوطانه ، يقال : سطت اللبن أو الدم ، أو غيرهما ، أسوطه : إذا ضربت بعضه ببعض . والمسوط : عود يضرب به . وفي رواية أخرى عن ابن إسحاق أنه نزل عليه كركيان ، فشق أحدهما بمنقاره جوفه ، ومج الآخر بمنقاره فيه ثلجاً ، أو برداً ، أو نحو هذا ، وهي رواية غريبة ذكرها يونس عنه ، واختصر ابن إسحاق حديث نزول الملكين عليه ، وهو أطول من هذا . وروى ابن أبي الدنيا وغيره بإسناد يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله كيف علمت أنك نبي ، وبم عملت حتى استيقنت ؟ قال : يا أبا ذر أتاني ملكان ، وأنا ببطحاء مكة ، فوقع أحدهما بالأرض ، وكان الآخر بين السماء والأرض ، فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ قال : هو هو : قال : فزنه