أوصيك يا عبد منافٍ بعدي * بمؤتم بعد أبيه فرد * فارقه وهو ضجيع المهد * وكان بينه وبين أبيه عليه السلام في السن ثمانية عشر عاماً . أبوه ( ص ) من الرضاعة وإسلامه : وذكر الحارث بن عبد العزى أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ، ولم يذكر له إسلاماً ، ولا ذكره كثير ممن ألف في الصحابة ، وقد ذكره يونس بن بكير في روايته ، فقال : حدثنا ابن إسحاق قال : حدثني والدي إسحق بن يسار ، عن رجال من بني سعد بن بكر ، قال : قدم الحارث بن عبد العزى ، أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حين أنزل عليه القرآن ، فقالت له قريش : ألا تسمع يا حار ما يقول ابنك هذا ؟ فقال : وما يقول ؟ قالوا : يزعم أن الله يبعث بعد الموت ، وأن لله دارين يعذب فيهما من عصاه ، ويكرم فيهما من أطاعه ، فقد شتت أمرنا ، وفرق جماعتنا . فأتاه ، فقال : أي بني ما لك ولقومك يشكونك ، ويزعمون أنك تقول : إن الناس يبعثون بعد الموت ، ثم يصيرون إلى جنة ونار ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم أنا أزعم ذلك ، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت ، لقد أخذت بيدك ، حتى أعرفك حديثك اليوم ، فأسلم الحارث بعد ذلك ، وحسن إسلامه ، وكان يقول حين أسلم : لو قد أخذ ابني بيدي ، فعرفني ما قال ، ثم يرسلني إن شاء الله حتى يدخلني الجنة .