responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 169


< فهرس الموضوعات > الغراب الأعصم معناه وتأويله < / فهرس الموضوعات > الغراب الأعصم معناه وتأويله : وأما قوله : الغراب الأعصم ، قال القتبي : الأعصم من الغربان الذي في جناحيه بياض ، وحمل على أبي عبيد لقوله في شرح الحديث : الأعصم الذي في يديه بياض ، وقال : كيف يكون للغراب يدان ؟ . وإنما أراد أبو عبيد أن هذا الوصف لذوات الأربع ؛ ولذلك قال : إن هذا الوصف في الغربان عزيز ، وكأنه ذهب إلى الذي أراد ابن قتيبة من بياض الجناحين ، ولولا ذلك لقال : إنه في الغربان محال لا يتصور . وفي مسند ابن أبي شيبة من طريق أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يغني عن قوليهما ، وفيه الشفاء : أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المرأة الصالحة في النساء كالغراب الأعصم . قيل : يا رسول الله ، وما الغراب الأعصم ؟ قال : الذي إحدى رجليه بيضاء . فالغراب في التأويل : فاسق ، وهو أسود ، فدلت نقرته عند الكعبة على نقرة الأسود الحبشي بمعوله في أساس الكعبة يهدمها في آخر الزمان ، فكان نقر الغراب في ذلك المكان يؤذن بما يفعله الفاسق الأسود في آخر الزمان بقبلة الرحمن ، وسقيا أهل الإيمان ، وذلك عندما يرفع القرآن ، وتحيا عبادة الأوثان ، وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليخربن الكعبة ذو السويقتين من الحبشة . وفي الصحيح أيضاً من صفته : أنه أسود أفحج ، يقلعها حجراً حجراً وهذا أيضاً ينظر إلى كون الغراب أعصم ؛ إذ الفحج : تباعد في الرجلين ، كما أن العصم اختلاف فيهما ، والاختلاف : تباعد وقد عرف بذي السويقتين ، كما نعت الغراب بصفة في ساقيه ، فتأمله ، وهذا من خفي علم التأويل ، لأنها كانت رؤيا ، وإن شئت : كان من باب الزجر والتوسم الصادق والاعتبار والتفكير في معالم حكمة الله تعالى فهذا سعيد بن المسيب ، وهو من هو علماً وورعاً حين حدث بحديث البئر في البستان ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على قفها ، ودلى رجليه فيها ، ثم جاء أبو بكر رضي الله عنه ففعل مثل ذلك ، ثم جاء عمر رضي الله عنه ففعل مثل ذلك ، ثم جاء عثمان ، فانتبذ منهم ناحية ؛ وقعد حجرةً . قال سعيد بن المسيب : فأولت ذلك قبورهم ، اجتمعت قبور الثلاثة ، وانفرد قبر عثمان رضي الله عنه والله سبحانه يقول : « إن في ذلك لآياتٍ للْمُتَوَسِّمِينَ » الحجر . فهذا من التوسم والفراسة الصادقة ، وإعمال الفكر في دلائل الحكمة ، واستنباط الفوائد اللطيفة من إشارات الشريعة .
< فهرس الموضوعات > تأويل قرية النمل < / فهرس الموضوعات > تأويل قرية النمل : وأما قرية النمل ، ففيها من المشاكلة أيضاً ، والمناسبة : أن زمزم هي عين مكة التي يردها الحجيج والعمار من كل جانب ، فيحملون إليها البر والشعير ، وغير ذلك وهي لا تحرث ولا تزرع ، كما قال سبحانه خبراً عن إبراهيم عليه السلام : « رَبَّنَا إني أسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتي بواد غير ذي زَرْع » . إلى قوله : « وارْزُقُهُمْ من الثَّمراتِ لعلهم يشكرون » إبراهيم وقرية النمل لا تحرث ولا تبذر ، وتجلب الحبوب إلى قريتها من كل جانب ، وفي مكة قال الله سبحانه : « وَضَرَب اللَّهُ مَثَلاً قَرْية كانت آمنة مُطْمَئِنَّةٌ يأتيها رزْقُها رَغَداً من كلِّ مكان » النحل . مع أن لفظ قرية النمل مأخوذ من قريت الماء في الحوض : إذا

169

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست