هاجر . قال : وأمه : هاجر . ويقال فيها : آجر ، وكانت سريةً لإبراهيم ، وهبتها له سارة بنت عمه ، وهي سارة بنت توبيل بن ناحور ، وقيل : بنت هاران بن ناحور ، وقيل : هاران بنت تارح . وهي بنت أخيه على هذا ، وأخت لوط ، قاله القتبي في المعارف ، وقاله النقاش في التفسير ، وذلك أن نكاح بنت الأخ كان حلالاً إذ ذاك فيما ذكر ، ثم نقض النقاش هذا القول في تفسير قوله تعالى : « شَرَع لكم من الدين مَا وَصَّى به نُوحاً » الشورى . 13 إن هذا يدل على تحريم بنت الأخ على لسان نوح عليه السلام وهذا هو الحق ، وإنما توهموا أنها بنت أخيه ، لأن هاران أخوه ، وهو هاران الأصغر ، وكانت هي بنت هاران الأكبر ، وهو عمه ، وبهاران سميت مدينة حران ؛ لأن الحاء هاء بلسانهم ، وهو سرياني وذكر الطبري أن إبراهيم إنما نطق بالعبرانية حين عبر النهر فاراً من النمروذ ، وكان النمروذ قد قال للطلب الذين أرسلهم في طلبه : إذا وجدتم فتىً يتكلم بالسريانية ، فردوه ، فلما أدركوه استنطقوه ، فحول الله لسانه عبرانياً ، وذلك حين عبر النهر ، فسميت العبرانية بذلك ، وأما السريانية فيما ذكر ابن سلام فسميت بذلك ؛ لأن الله سبحانه لما علم آدم الأسماء كلها ، علمه سراً من الملائكة ! وأنطقه بها حينئذ ، وكانت هاجر قبل ذلك لملك الأردن ، واسمه صادوق فيما ذكر القتبي دفعها إلى سارة حين أخذها من إبراهيم عجباً منه بجمالها ، فصرع مكانه ، فقال : ادعي الله أن يطلقني . الحديث ، وهو مشهور في الصحاح ، فأرسلها ، وأخدمها هاجر ، وكانت هاجر قبل ذلك الملك بنت ملك من ملوك القبط بمصر ذكره الطبري من حديث سيف بن عمر أو غيره أن عمرو بن العاص حين حاصر مصر ، قال لأهلها : إن نبينا عليه السلام قد وعدنا بفتحها ، وقد أمرنا أن نستوصى بأهلها خيراً ، فإن لهم نسباً وصهراً ، فقالوا له : هذا نسب لا يحفظ حقه إلا نبي ، لأنه نسب بعيد . وصدق ، كانت أمكم امرأة لملك من ملوكنا ، فحاربنا أهل عين شمس ، فكانت لهم علينا دولة ، فقتلوا الملك واحتملوها ، فمن هناك تصيرت إلى أبيكم إبراهيم أو كما قالوا وذكر الطبري أن الملك الذي أراد سارة هو سنان بن علوان ، وأنه أخو الضحاك الذي تقدم ذكره ، وفي كتاب التيجان لابن هشام أنه عمرو بن امرئ القيس بن بابليون بن سبأ ، وكان على مصر والله أعلم .