responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 159


وكان ابن جدعان في بدء أمره صعلوكاً ترب اليدين ، وكان مع ذلك شريراً فاتكاً ، ولا يزال يجني الجنايات ، فيعقل عنه أبوه وقومه ، حتى أبغضته عشيرته ، ونفاه أبوه وحلف : ألا يؤويه أبداً لما أثقله به من الغرم ، وحمله من الديات ، فخرج في شعاب مكة حائراً بائراً ، يتمنى الموت أن ينزل به ، فرأى شقاً في جبل ، فظن فيه حية ، فتعرض للشق يرجو أن يكون فيه ما يقتله فيستريح ، فلم ير شيئاً ، فدخل فيه ، فإذا فيه ثعبان عظيم له عينان تقدان كالسراجين . فحمل عليه الثعبان ، فأفرج له ، فانساب عنه مستديراً بدارة عندها بيت ، فخطا خطوة أخرى ، فصفر به الثعبان ، وأقبل عليه كالسهم ، فأفرج عنه ، فانساب عنه قدماً لا ينظر إليه ، فوقع في نفسه أنه مصنوع ، فأمسكه بيده ، فإذا هو مصنوع من ذهب ، وعيناه ياقوتتان ، فكسره ، وأخذ عينيه ، ودخل البيت ، فإذا جثث على سرر طوال لم ير مثلهم طولاً وعظماً ، وعند رؤوسهم لوح من فضة فيه تاريخهم ، وإذ هم رجال من ملوك جرهم ، وآخرهم موتاً : الحرث بن مضاض صاحب الغربة الطويلة ، وإذا عليهم ثياب لا يمس منها شيء إلا انتثر كالهباء من طول الزمن ، وشعر مكتوب في اللوح فيه عظات ، آخر بيت منه :
صاح هل ريت أو سمعت براعٍ * ردّ في الضّرع ما قرى في الحلاب وقال ابن هشام : كان اللوح من رخام ، وكان فيه : أنا نفيلة بن عبد المدان بن خشرم بن عبد ياليل بن جرهم بن قحطان بن هود نبي الله ، عشت خمسمائة عام ، وقطعت غور الأرض باطنها وظاهرها في طلب الثروة والمجد والملك ، فلم يكن ذلك ينجيني من الموت ، وتحته مكتوب :
قد قطعت البلاد في طلب الثّر * وة والمجد قالص الأثواب وسريت البلاد قفراً لقفرٍ * بقناتي وقوّتي واكتسابي فأصاب الرّدى بنات فؤادي * بسهامٍ من المنايا صياب فانقضت شرّتي ، وأقصر جهلي * واستراحت عواذلي من عتابي ودفعت السّفاه بالحلم لما * نزل الشّيب في محلّ الشباب صاح هل ريت أو سمعت براعٍ * ردّ في الضّرع ما قرى في الحلاب وإذا في وسط البيت كوم عظيم من الياقوت واللؤلؤ والذهب والفضة والزبرجد ، فأخذ منه ما أخذ ، ثم علم على الشق بعلامة ، وأغلق بابه بالحجارة وأرسل إلى أبيه بالمال الذي خرج به يسترضيه ويستعطفه ، ووصل عشيرته كلهم ، فسادهم وجعل ينفق من ذلك الكنز ويطعم الناس ، ويفعل المعروف . ذكر حديث كنز ابن جدعان موصولاً بحديث الحرث بن مضاض : ابن هشام في غير هذا الكتاب ، ووقع أيضاً في كتاب ري العاطش ، وأنس الواحش لأحمد بن عمار .
وابن جدعان ممن حرم الخمر في الجاهلية بد أن كان مغرى بها ، وذلك أنه سكر ، فتناول القمر ليأخذه ، فأخبر بذلك حين صحا ، فحلف : لا يشربها أبداً ، ولما كبر وهرم أراد بنو تميم أن يمنعوه من تبديد ماله ، ولاموه

159

نام کتاب : الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام نویسنده : عبد الرحمن بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست