فانتسب له إلى سامة ، فقال له عليه السلام : الشاعر بخفض الراء من الشاعر ، كذا قيده أبو بحر على أبي الوليد بالخفض ، وهو الصحيح ؛ لأنه مردود على ما قبله ، كأنه مقتضب من كلام المخاطب ، وإن كان الاستفهام لا يعمل ما قبله فيما بعده ، ولكن العامل مقدر بعد الألف ، فإذا قال لك القائل : قرأت على زيد مثلاً ، فقلت : العالم بالاستفهام ، كأنك قلت له : أعلى العالم ، ونظير هذا ألف الإنكار إذا قال القائل : مررت بزيد ، فأنكرت عليه ، فقلت أزيدنيه بخفض الدال ، وبالنصب إذا قال : رأيت زيداً ، قلت : أزيدنيه ، وكذلك الرفع . ومن بني سامة هذا : محمد بن عرعرة بن اليزيد شيخ البخاري ، وبنو سامة بن لؤي : زعم بعض النساب أنهم أدعياء ، وأن سامة لم يعقب ، وقال الزبير : ولد سامة : غالباً والنبيت والحارث . وأم غالب : ناجية بنت جرم بن زبان ، واسمها : ليلى سميت : ناجية ؛ لأنها عطشت بأرض فلاة ، فجعل زوجها يقول لها : انظري إلى الماء ، وهو يريها السراب حتى نجت ، فسميت : ناجية ، وإليها ينسب بكر بن قيس أبو الصديق الناجي الذي يروي عن أبي سعيد الخدري ، وأبو المتوكل الناجي ، وكثيراً ما يخرج عنه الترمذي ، وكان بنو سامة بالعراق أعداء لعلي رحمه الله والذين خالفوا علياً منهم : بنو عبد البيت ، ومنهم : علي بن الجهم الشاعر قيل : إنه كان يلعن أباه لما سماه علياً بغضاً منه في علي رحمه الله ذكره المسعودي . الرسول والمرسل والفرق بينهما : وقوله : بلغا عامراً وكعباً رسولاً . يجوز أن يكون رسولاً مفعول : ببلغا إذا جعلت الرسول بمعنى : الرسالة ، كما قال الشاعر : لقد كذب الواشون ما بحت عندهم * بليلى ، ولا أرسلتهم برسول أي : برسالة ، وإنما سموا الرسالة : رسولاً إذا كانت كتاباً ، أو ما يقوم مقام الكتاب من شعر منظوم ، كأنهم