وقوله : إلا صخرة بتنوفة . التنوفة : القفر ، وجمعها : تنائف بالهمز ، ووزنها : فعولة ، ولو كانت تفعله من النوف ، وهو الارتفاع لجمعت تناوف ، ولكنه لا يجوز أن تكون تفعلة إلا أن تحرك الواو بالضم ؛ لئلا يشبه بناء الفعل ، ولو قيل فيها : تنوفة بضم التاء لاحتمل حينئذ أن تكون فعولة أو تفعله على مثال تنفلة ؛ إذ ليس في الأفعال تفعل بالضم ، وهذا من دقيق علم التصريف . وأما ملكان بن كنانة فبكسر الميم . قال أبو جعفر بن حبيب النسابة : كل شيء في العرب فهو ملكان بكسر الميم ساكن اللام ، غير ملكان في قضاعة ، وملكان في السكون ، فإنهما بفتح الميم واللام فملكان قضاعة هو : ابن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وملكان السكوف هو : ابن عباد بن عياض بن عقبة بن السكون بن أشرس من كندة ، وكذلك قال الهمداني في ملكان بن جرم ، وقال : مثل غطفان ، وقال ابن حبيب : مشايخ خزاعة يقولون : ملكان بفتح اللام : قال أبو الوليد يعني ابن حبيب : ملكان بن أفصى بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ، وذكر أبو علي القالي في أماليه عن أبي بكر بن الأنباري ، عن أبيه ، عن أشياخه : أن كل ملكان في العرب فهو ملكان بكسر الميم إلا ملكان في جرم بن زبان . قال المؤلف : وابن حبيب النسابة مصروف اسم أبيه ، ورأيت لابن المغربي قال : إنما هو ابن حبيب بفتح الباء غير مجرى ، لأنها أمه ، وأنكر ذلك عليه غيره ، وقالوا : هو حبيب بن المحبر معروف غير منكر ، وإنما ذكرناه ها هنا لما حكينا قوله في ملكان . فصل : وذكر إسافاً ونائلة ، وأنهما رجل وامرأة من جرهم ، وأن إسافاً وقع عليها في الكعبة فمسخا ، وأخرجه رزين في فضائل مكة عن بعض السلف : ما أمهلهما الله إلى أن يفجرا فيها ، ولكنه قبلها ، فمسخا حجرين ، فأخرجا إلى الصفا والمروة ، فنصبا عليهما ، ليكونا عبرةً وموعظة ، فلما كان عمر بن لحي نقلهما إلى الكعبة ، ونصبها على زمزم ، فطاف الناس بالكعبة وبهما ، حتى عبدا من دون الله . وأما هبل فإن عمرو بن لحي جاء به من هيت ، وهي من أرض الجزيرة حتى وضعه في الكعبة . وذكر الواقدي أن نائلة حين كسرها النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح خرجت منها سوداء شمطاء تخمش وجهها ، وتنادي بالويل والثبور ، وذكر باقي الحديث .