وذكر حديث الملكاني وقوله : فشتّتنا سعدٌ ، فلا نحن من سعد ويمتنع في العربية دخول لا على الابتداء والمعرفة والخبر إلا مع تكرار : لا ، مثل أن تقول : لا زيد في الدار ولا عمرو ، وذكر سيبويه قولهم : لا نولك أن تفعل ، وقال : إنما جاز هذا ؛ لأن معناه معنى الفعل ، أي : لا ينبغي لك أن تفعل ، وكذلك ينبغي أن يقال في بيت الملكاني : أي : لم يقلها على جهة الخبر ، ولكن على قصد التبري منه ، فكان معنى الكلام : فلا نتولى سعداً ، ولا ندين به ، فهذا المعنى حسن دخول لا على الابتداء كما حسن : لا نولك .