أصل عبادة الأوثان يقال لكل صنم من حجر أو غيره : صنم ، ولا يقال : وثن إلا لما كان من غير صخرة كالنحاس ونحوه ، وكان عمرو بن لحي حين غلبت خزاعة على البيت ، ونفت جرهم عن مكة ، قد جعلته العرب رباً لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة ؛ لأنه كان يطعم الناس ، ويكسو في الموسم ، فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة ، وكسا عشرة آلاف حلة حتى قيل إنه اللات الذي ، يلت السويق للحجيج على صخرة معروفة تسمى : صخرة اللات ، ويقال إن الذي يلت كان من ثقيف ، فلما مات قال لهم عمرو : إنه لم يمت ، ولكن دخل في الصخرة ، ثم أمرهم بعبادتها ، وأن يبنوا عليها بيتاً يسمى : اللات ، ويقال : دام أمره وأمر ولده على هذا بمكة ثلاثمائة سنة فلما هلك سميت تلك الصخرة : اللات مخففة التاء ، واتخذ صنماً يعبد ، وقد ذكر ابن إسحاق ، أنه أول من أدخل الأصنام الحرم ، وحمل الناس على عبادتها ، وسيأتي ذكر إساف ونائلة ، وما كان منه في أمرهما . وذكر أبو الوليد الأزرقي في أخبار مكة أن عمر بن لحي فقأ أعين عشرين بعيراً ، وكانوا يفقؤون عين الفحل إذا بلغت الإبل ألفاً ، فإذا بلغت ألفين فقؤوا العين الأخرى قال الراجز : وكان شكر القوم عند المنن * كيّ الصحيحات ، وفقأُ الأعين وكانت التلبية من عهد إبراهيم : لبيك ، لا شريك لك لبيك ، حتى كان عمرو بن لحي ، فبينما هو يلبي تمثل له الشيطان في صورة شيخ يلبي معه ، فقال عمرو : لبيك لا شريك لك ، فقال الشيخ : إلا شريكاً هو لك ، فأنكر ذلك عمرو ، وقال : ما هذا ؟ فقال الشيخ قل : تملكه وما ملك ، فإنه لا بأس بهذا ، فقالها عمرو ، فدانت بها العرب .