هلك في الجاهلية ، ولأكثم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثان . أحدهما : خير الرفقاء أربعة وقد تكلمنا على معناه في كتاب التعريف والإعلام . والآخر : اغز مع غير قومك ، تحسن خلقك ، قال الإسكاف في كتاب فوائد الأخبار معنى هذا لأن الرجل إذا غزا مع غير قومه تحفظ ، ولم يسترسل وتكلف من رياضة نفسه ما لا يتكلفه في صحبة من يثق باحتماله لنظرهم إليه بعين الرضى ، ولصحة إدلاله ، فلذلك تحسن خلقه لرياضة نفسه على الصبر والاحتمال ، فهذا حسن من التأويل غير أن الحديث مختلف في لفظه ، فقد روي فيه : سافر مع قومك ، وذكر الروايتين أبو عمر رحمه الله . وذكر في الحديث عمرو بن لحي ، وأنه أول من بحر البحيرة ، وقد روي أيضاً أن أول من بحر البحيرة : رجل من بني مدلج كانت له ناقتان ، فجدع آذانهما ، وحرم ألبانهما . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فرأيته في النار يخبطانه بأخفافهما ، ويعضانه بأفواههما ، وقال عليه السلام : قد عرفت أول من سيب السائبة ، ونصب النصب . عمرو بن لحي رأيته يؤذي أهل النار بريح قصبه . رواه ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر مرسلاً ، ولم يقع في رواية البكائي عنه .